هامش بلا معنى
هامش بلا معنى
بقلم جهاد نوار
عضو اتحاد كتاب مصر
الإبداعُ الحقيقى، إنك ككاتب حين تكتب فتكون قادرا على جعل كل المحيطين بك يقرأون، و كأنهم الكاتبون، فقد وجد كل حبيب نفسه، فى حبك، و وجد ظالمه فيمن ظلمك،أو خانك، و استشف حزنه فى حزنك، و ذاق طعم شِقوتك، و ندم مثلك، و شعر بثورتك ضد الغير كأنه هو الثائر.
الإبداع الحقيقى، هو متعدد الأثر، و ليس المقلَد، أو المنسوخ
وفى الفيس حُققت تلك المعادلة بجدارة، لدى الكثير من الناس، فنجدهم متناثرون هنا، و هناك، يجمعون من كل جروب معلومة،أو خاطرة،أو صباحا، و من صفحات المفكريين، و الأدباء، عصارة خبراتهم، و مشاعرهم،، و تطور أحاسيسهم.
فى قصة، أو قصيدة، أو مقالا.
ثم يتقمصون الحالة، أو يفصلونها على مقاسهم تماما، فمنهم
من يسطو على البوست كاملا، ومنهم من يختصره، و منهم
من يدعى أنه من بنات أفكاره العقيمة.
نعم، فالأفكار أيضا تكون عقيمة، حين تسرق ما ليس منها
و لا تعط لكل ذى حق حقه، و توهم من حولك، بعزة نفسك
و كبريائك الذى اقتبتسته من غيرك.
كم تنتابنى نوبات ضحك، سواء من هؤلاء، أو عليهم، فهم
مساكين لا يجيدون سوى السلب، و الاقتراض، أو التوهم….
لكن تظل هناك شموعُ الفكر المبدع، الحقيقية،التى تنير للجميع
طرقهم، و يظلون ذو أثر، و عزة نفس بحق، و كبرياء شموخ لا يهون، و لا يفتر، فهم صناع الكلمة، و صادقوا المشاعر.
و لا يستحقون إلا من مثلهم، أما المصطنعون، الواهمون فكم
هم. بحاجة للشفقة، و التربيت على أضالعهم الهشة،البائسة.
كى لا ينكسروا، فكسرهم صعب أن يجبر، فالسارق لا يصلحه
تهذيب، و لا تأديب،و لا التجاهل يفيده.
فلو أنهم ذرفوا دموعهم الحقيقية، لكانت أكثر صدقا، و لو عبروا عن أنفسهم بأقل العبارات، لكانوا أكثر حسا،و جمالت
لكن أن تقرأ لهم ثم تجد ما كتبوا على حائط مائة شخص غيرهم، فتراهم بلا غطاء، بلا قصة،و هامش بلا معنى،و بناء
بلا أساس،و جسد.بلا رداء.