مقالات

خط أحمر

بقلم :الشاعرة جهاد نوار
الحرية، و مفهومها الصحيح هى الانطلاق عبر الفضاء الرحب، سواء فضاء الكون اللانهائى،أو فضاء الفكر المترامى لكن فى حدود!!
نعم، الحريةُ لها حدود فليس هناك شئ مُطلق بلا نهاية، و لكل سقف نهاية، فلا انفتاح بلا حد مهما كان صواب الفعل حتى أنك لا تستطيع اجتياز أشياء كثيرة، رغم ما تتمتع به من حرية الحركة.
و أنت حرٌ ما لم تضر هكذا قالوا، و الضرر ليس فقط للآخرين بل لنفسك، إن الله سبحانه، و تعالى منحنا الحريةَ، و التدبر، و رغم ذلك هناك نِقاط حمراء ليس لنا تجاوزها.
فكم فتح لنا الفضاء لنُحلق كما يحلو لنا فى عوالمه البعيدة لكن لحد معين، و إلا هلاكا؟
فمهما كانت قدرة الانسان على الوصول لأعلى السموات فهو مقيد بسقف معين. لا يصل بعده لأى شئ.
سنجد أن العلمَ، و العلماء، و ما يكتشفوه يوميا بل كل ثانية الآن من إعجاز علمى يخضع أيضا للحرية..
فما زال هناك ما لم يُسمح لهم باختراقه، نجد أن العبادات لنا بها حرية العقيدة مع ممارسة طقوسها الخاصة بنا دون تجاوز الحد فى ممارستها، كالصيام إن حده آذان المغرب، ثُم تناول كل ما تريد!!
الحَج مَرة واحدة تكفى بالعمر، و ليس كل عام، و إن سمحت لك الظروف فبها تكتفى، و ليس عليك وِزرا.حتى العُمر له نهاية،و خط أحمر ليس لنا بعده أى قدرة ألا، و هو ( الموت).
باخـتصار..أنت حُر طيلة عمرك إلى أن يأتى الأجل فلن تخطو أى خطوة لأى مكان معه تفقد حريتك ؟!
و قِياسا على هذا الكثير من الأمور التى تعبر عن حرية الانسان، و فى نفس الوقت تؤكد أن حريتنا ليست مطلقة!.
فلماذا إذن نجد من ينادى بأن يعلو سقف الحريات لآخر مدى…؟و يُثقل كاهل الأمم بشعارات جوفاء قـد يكون هو أولُ كافر بها إن اصطـدم بحريةِ الآخرين معه فى التصدى له مثلا بسوء من مُنطلق أنا حُــر؟؟
حقا أنا لست بفقيهة حين اتخذت من الدين بعض الأمثال لكننى أتحدث لمن يتخذ من الدين حُجة على كل أمورِ حياتنا حتى ضَلل العقولو لو نظر للحرية الحقيقة بالإسلام لرأها
أجمل حُرية مُنحت لإنسان. على وجه الﭢرض.. امراة كانت أو رجلا.
فالحرية السوية الوَلود هى التى لا تُعرِى صاحبها،و لا من حوله، بل هى التى تبنى أمما بلا هدم، و تُشَيد مجدا لا يعتريه الخِزى.
إن حريتك بيدك نعم لكن لها مِقود إن أفلته هلكت، و من حولك، فلا تستهن بمقودك، و اقبض عليه كى لا يتعدى خطإ أحمرا قـد يفقدك حياتك.
و أمِط عن رقبتك تلك اللَفائف العنترية التى لا تُغنى، و لا تُسمن من جوع، فهى ليست إلا مظهرا لتنال الإعجاب ممن حولك، أو مجرد دِى موديه أى موضة العصر.
و إن أتتك فرصة المناصرة لمن تنتمى إليهم شكلا، و لست منهم، فلن تصمد، و ستُلقى بكوفيتك،أو اسكارفك أرضا مُوَليا نحو أقرب جدار.
فتوشح بعَلم مصريتك، هو أَولىَ فهى أم الدنيا، و منها تنبثق الأنوار، هى قبلة كل حاج فلا تكن أبرهة الألفية الثالثة، و أنت تجهل..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى