مقالات

لصق واو العطف بما بعدها بين الرفض، و القبول

تحقيق :جهاد نوار
لم يكتفُ بفتوى لصق الواو بما بعدها من كلمات حتى طلعوا علينا بفتوى أسخف، و هى عدم تشكيل الكلمات، و كالعادة لمنع الاعتراض على ما أسمع يُتبِعون قولهم بأنه قرار من المجمع اللُغوى.
و حين ناقشت الموضوع مع المتحدث إذا به يقول لى بأن التشكيل يكون عائقاً للعقول من الفهم، و أنهم قرروا فرض ذلك على المناهج المدرسية؟!
و السؤال من أين لهم بهذا القرار ؟و أنا بت أَشتَم رائحة التحريف للغة العربية كبداية لمواتها، فالجدير بالذكر أنها من اللغات الحية، و التى حفظها الرحمن بتنزيل القرآن عربيا فما ماتت، و للآن باقية
فما تلك الفتوات المُضعفة لها من هؤلاء العلماء،و أشعر أنهم ليسوا بعرب، و لا من قارئى القرآن، و إلا لرأوا، و علموا. و فهموا.
و مما زاد الطين بِلّة أنه قال ليدارى خيبة قوله،و حججه نعم معكِ حق فيما تقولين لابد من تشكيل بعض الكلمات فقط، لكن ليس كل الكلام
بالله عليكم هل ينطق الكلام بلا تشكيل، و كيف هذا، و هناك كلمات لابد من تحديد نطقها أمبنية للمجهول هى أم لا، و هل هى أداة استفهام أم حرف جر كمَن، و مِن.
كما تختلف المعانى لنفس الحروف كصَُمْ أى من لا يسمعموا أو صُم و هو فعل أمر من الصيام، و قياسا على ذلك الكثير من كلمات لها نفس الشكل كتابة، و تحمل معنى، و إثنان
إلى متى نظل رهينة الاختراعات التى يقبلها فقط مَنْ
منهم لم يتخطوا عتبة الكَتاتيب التى تربى فيها القدامى 😭
قضية خلافية أخرى فكما تعلمنا عدم لصق لا بما بعدها، أولى بكم عدم لصق الواو بما بعدها، تمثلا بكتاب القرآن الكريم
و الذى رسمت آياته من قرون عدة، و ليس المنسوخ على شاشات الحاسوب حسب التعليمات الغربية ببداية تحريف
اللغة، و منها الأيات القرآنية
و ذلك بعدما تم عمل غسيل مخ لشباب المستقبل لضرورة تقديم أبحاثهم مع الالتزام بعدد معين من الكلمات، و بالتالى لا تترك فراغ. بين الكلمات فنتج جيل يكتب
ووقف
ووضع
ووجد…
مع انها ((و وجدك يتيما فأغنى، و وجدك ضالا فهدى) سورة الضحى بكل مصحف ورقى مطبوع للآن، و ليست ووجد.
تارة يقال هذا لأجل تلافى وجود الواو بآخر السطر و رغم ذلك يلصقوها إن وجدت بأول الجملة!!، و تارة يقال هذا رأى توافق عليه البعض، و لا أدرى لصالح من هذه الهرطقات
و من أى ثقافات أتت كل ما أراه أنه بداية لتحريف اللغة، و فرض ثقافة التحريف مصدرها معروف، و من يتبعها هو مساهم. فى خطر كبير على لغتنا الأم.
ها هم بشئ بسيط على مدار أعوام جعلوكم كاتبين و لستم بقارئين .
فاللغة تقرأ نطقا أولا ثم ترسم، و تعلمناها رسما فى أجمل صورة هل هناك اقتراح قريب من مجمع اللغة بتغيير طريقة الكتابة لأيات القرآن الكريم حسب رؤية السوفت، و شركاته؟
و الغالب بالكتابة هو عدم لصقها، و لا ننساق وراء أعداء اللغة من شركات الشبكة العنكبوتية التى تهدم لغتنا، و البداية ستكون بحرف يتبعه كوارث كما رأيت هنا مِن كتاب الفيس
الخوف الأكبر هو الوصول لحالة الاستغناء عن الكتاب فى ظل تطور الوسائل الأخرى كالنت، و غيره، و هذه هى الكارثة الكبرى، و التى يتوجب على الجميع مداركتها.
و إن كان نظام السوفت حاليا لا يمنح التنسيق الكتابى فرصة
لمنع تلك الكارثة، فلنبحث عن مخرج بخلق نظام جديد، يتيح
كتابة آيات الكتاب، كما تم طباعتها قديما دون اللعب فى أصل الكلمة، و جعل واو العطف من أصل الكلمة،و هى طرق تتبع
نظام دول أخرى، لم ينقلها لنا معلمونا الذين كانوا يلتزمون
بهويتنا اللغوية، بمجرد عودتهم من سنوات الإعارة،فعلمونا به
تعلمنا أن الياء بآخر الكلمة لا توضع منقوطة مثل هى، أمى
انظرى، أبى،فى المصنع، و معه أخى.
منذ اختفت كراسة الخط العربى، اختفت معها لغتنا العربية
الجميلة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى