مقالات
انتباه

جهاد نوار
سعر طن علب الكانز يصل120 ألف جنيه، أى أن الكيلو ب120 جنيه، لذا تهافت على جمع تلك العلب كثير من الناس
و صارت مهنة مُهينة للبعض، و كأن البلد ما عادت فى حاجة للصانع، أو البانى، أو الفلاح،و سنكتفى بالموظف،و جامع العُلب فاستجدت مهنة جمع الفوارغ.، من مقالب القمامة.
حتى ظن الناس أن المصريين، يأكلون من صناديق القمامة المنتشرة بالشوارع، لكن الحقيقة، هى غير ذلك، مصيبة كبرى كلما حاولوا إيجاد فرص عمل لأنفسهم نالوا معها الإساءة لأنفسهم أيضا.
إلى أين نمضى؟ و هل مع مرور الوقت، تصبح تلك الحالة مهنة مؤهلة للشباب، فى الحصول على عروسة، و تتضاءل بجوارها المهن الحرة، و العمالة اليومية؟
هل الجمهورية الجديدة، ستقبل بهذا التخبط، و انهماك الناس فى وضع رؤسهم داخل صناديق القمامة،رجالا،و نساءا،و أطفالا،و بدلا من العمل المنتج، يكتفون بتصريف ما جمعوا من كراتين، و زجاجات، و علب الكولا.
لماذا لا نترك تلك الفوارغ، لجامعى القمامة، كما كنا نفعل قديما؟ و يعود النجار لورشته، و النقاش لفنه، فى زركشة الحوائط، و الفلاح لأرضه، و زوجته لصناعتها المحببة للجُبن
و الزبد، و تربية الدواجن؟
الجمهورية الجديدة فى حاجة للبناء، و أول البناء، هو بناء الإنسان الذى سيحيا فيها، و لا حياة بدون عمل، و جهد،و إلا سنجد غيرنا، هم مَن يزرعون أرضنا، و يصنعون،و يسكنون بيوتنا و يحصدون تاريخنا، فلتنتبهوا