مقالات
المشيب، الڪِبَر، أرذل العمر
بقلم جهاد نوار
مراحل تطور العمر، فى نهاياته، و إن كان المشيب يأتى مبڪرا لدى البعض، فنجد شابإ، أو فتاة، تكونت لديهم بعض شعيرات
بيضاء، فهو لا يعبر عن السن، لكنه، مرحلة من مراحل الشيخوخة.
أما عن عنوان مقالى اليوم، فهو يتعلق، بتقدم العمر ليس فقط
بعدد السنوات، إنما بالتغيرات البيولوچية فى الجسم المرتبطة
فعلا بالسن، فنجد كل منا ينال منه الڪبر فى صورٍ مختلفة عن الآخر، و قد تجتمع ڪل الصور لدى شخص واحد.
فهذا تشيب فوديه، و قد يظل عمرا، و باقى وظائفه تعمل بقوة
ڪأنه شاب أربعينى، فليس للون الشعر تأثير ملموس، خاصة
إذا تناساه الإنسان، أو تغلب عليه بالتلوين.
و نجد البعض،و قد نال منهم الڪبر، فى الإصابة بفقد السمع،بعدما كان يستمع لدبيب النمل، أو ضعف البصر، أو وهن العظام،و عدم القدرة على المشى بسهولة، ارتجافة اليدين فعجز عن العمل.
و آخرين قد يتلعثمون فى الڪلام، و يفتقدون سلاسة الحوار،و ترتيب الأفڪار، بل هناڪ من يصاب بفقدان الذاڪرة، الزهايمر؟ و تلك أڪبر التغيرات مأساة فى حياة البشر،مشيب العقل، خاصة لو لم يڪن بين المحيطين بهم، من هو أڪثر رأفة، و صبرا، فقد يصل بفاقد الذاڪرة إلى الضياع،إذا تأفف منه المقربون.
و هذه هى مرحلة أرذل العمر،التى استعاذ منها رسولنا الڪريم، صلى الله عليه، و سلم، حين يعود الإنسان طفلا لا يستطيع السير بمفرده،و لا الأكل، و لا الڪلام،و لا التفڪير فهو يعود بلا هوية، ينسى حتى نفسه، و ليس محبينه فقط.
طفل أبيض الشعر، فاقد الأسنان، ضعيف الرؤية، يحبو أحيانا
من ضعفٍ، يتعثر هنا، و هناڪ.
بعد ماڪان فى صباه، و شبابه، يدخل منزله فى ظلمة الليل
دون أن يضئ نورا، يتنقل يمنة، و يسرة، فهو عالم بڪل مكان
هنا المقعد، و هناڪ التلفاز، و بعد خطوات حوضا من الزهور.
فإذا به، الآن، و ڪل المصابيح مضاءة، لا يعبر فى سهولة
فقد فقد البصر، و معه فقد الترڪيز، يبحث عن يد تحمله لتقيه من السقوط،فهو الأب،و الأم،و الزوج،و الزوجة،و حتى
عابر السبيل.
فڪونوا دوما اليد التى تعين الآخر، فى ڪِبَره، لا تخذل يدا
مُدت لڪ، فقد تحتاج يوما ليد تحملڪ، و تهدهدڪ، و ترعاڪ،و حافظوا على مقتنياتڪم الأغلى فى الحياة
عافانا الله، و عافاڪم