ثقافة وفن

الجميل يطفو على القمة، و الغث بالقاع يرسو

بقلم :الشاعرة جهاد نوار
آها عووود آه
الفجر لسة بيبتسم بين دمعتين
عود الفرح ممكن يتقسم. على شفتين
عوووود، الوهم ماترو الذكريات
قالتلي حبك بالوجود يا ريت تعود
احنا زمان كنا الزمان
كنا الهوى من غير أوان
كنا الأمان من غير حدود
آه، آه
عمرى ال راح سماح سماح
يا حب أكبر م الجراح
رجعنى تانى للوجود
من أروع ما تغنى به الفنان الرقيق الراحل أحمد الحجار
الملحن المتميز، و الصوت الدافئ من آل الحجار
و هو أيضا مَن لَحن أغنية اعذرينى، لعلى الحجار، التى أشاد بها كبار الملحنين. من عبد الوهاب،و محمد الموجى
و محمود الشريف الذى وصفها بالعالمية، حتى عمار الشريعى
و عن أغنية عود، فهى لحن، و أداء من أجمل الطرب،و حسب رأى المختص لأن اللحن أتى من الموال المصرى، و الحالة المصرية الطربية الأصيلة.
و نجد فكرة الآهات التى لجأ لها أحمد جعلتها جميلة فهى أتت بمعنى الله، آه.. آها فأعطت لها مذاقا رائعا، و ذلك بلاشك يعود النجاح فيه، أولا، و أخيرا لجمال الكلمة التى لولاها ما اهتز الملحن، و استفز فيه الشجن.
فأبدع بمعزوفاته، و من ثم تعايش المطرب، مع اللحن فأطرب
فهى ثلاثية متناغمة يحكمها جمال الحرف، و رقيه.
لذا نجد أن الأغنية المصرية الأن مقارنة بمثيلاتها فى القرن الماضى خاصة أواخر الثمانينات، و بداية التسعينات نجد أنها تعرضت لانتكاسة كبيرة.
لعدة أسباب فالكاتب، و هو اللبنة الأولى فى صناعة الأغنية صار بلا هدف، و لا حس مجرد ترزى يُفصل، و يحيك موديله بخيوط ركيكة بالية لا تصمد داخل نسيجه…فصارت الكلمة هابطة مخلخلة لا تصمد داخل الأذن.
و حين يتناولها ملحن لا يعى جمال النغمات، و أثرها على المتلقى فبات يوزع ألحانا لا تأتى بطرب،مجرد تيمة،بإيقاع
متكرر،داخل العمل لا يأتى بجديد،و لا ابتكار،ففقدت الأغنية التنوع،المعتاد من كبار الموسيقيين السابقين،فالتنقل من مقام لآخر،فن لا يمتلكه سوى العباقرة، ممن كان لهم أهداف سامية، بعيدة عن الاستغلال، و الاحتيال، أما المطرب فهو تيك أواى يعتمد على الإفيكتس( المؤثرات الصوتية)، و ليس أكثر مع الرقص، و الاستعراض التافه، المبتذل فتخرج لنا تلك النغمات الشاذة، ذات الريتم الواحد، و الصوت الواحد.
حتى تشابهت كل المعروضات، ظهر نجم أغنية المهرجان
ذو اللحن الواحد لكل أغنياته، كشعبان عبد الرحيم، و قرنائه.
كذلك التأثر، أو الاقتباس من الموسيقى الغربية التى تم استعرابها، و تفصيلها توزيعا على كلمات عربية، فصارت ألحانا متشابهة حتى أن الأذن ما عادت تفرق من يغنى،كما كنا قديما
تلك ثومة، نجاة، نور الهدى
و كان نجاح الأغنية يعتمد على بقاء اللحن، و صداه مترددا لأنه لحن متفرد له شخصية آتية من شخصية الكاتب، و فكره
مع المغنى، و ملحنها، و الموسيقِى المصاحب لهم جميعا.
أما الان ما عاد فارق بين هذا تلك، و ذات، مجرد صرخات
و ڤيبريشن من سعد، و، سما، و أخيرا شاكوش، و غيرهم ممن لوثوا السمع، و البصر، و السبب كُتاب ليسوا أهلا لكلمة كاتب أو شاعر، و كل فنان يلجأ للهبوط بمزاجه، و عمدا، ليفرض علينا فشله فى الرقى بالذوق لأنه ليس براقٍ.
و ليس غريبا علينا أن البقاء للعظماء لدى العامة قبل المثقفين،و الدليل رباعيات الخيام، و كلمات شوقى، و جورج جورداق، و نزار قبانى
ليس هم فقط ككتاب فصحى استحسنها، راكب الحنطور، و السيارة،و الصاروخ، و لدينا أيضا كتاب العامية الراقية
محمد حمزة، و حسين السيد،و غيرهم ممن بجميل احساسهم
غذوا الروح و العقل
سلاما لمن انتبه لحرفه اين يوضع و ماذا يفعل فى امة هو عنوانها فليستفيقوا،ي ينظرون لمستقبل شعب و لتراث أُمة. إن الجميل يطفو على القمة، و الغث بالقاع يرسو، و لا يجنى هو و أحفاده إلا سوء السمعة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى