مقالات

الكتب الخارجية، و أولياء الأمور لأين؟

بقلم :جهاد نوار
مهزلةٌ سنوية، تطل علينا كل عام، لكنها زادت مأساة، تضاف
للهزلية المقيتة، عندما يتحول التلميذ، و الطالب، لمأدبةٍ عامرة
ينهل من عليها، المعلم، و الناشر، أولا المُعلم،الذى استباح لنفسه مال الأسر،كوسيلة لزيادة راتبه،فصارت الدروس الخصوصية،مهنة،و ليست فرصة لإعانة الطالب على فهم ما لم يفهمه بالحصة، حتى اختفت الحصص المدرسية، و ظهرت
الحصص السنترية، فكل أستاذ، و أستاذة، صاروا مديرون
لمدارس خاصة، تحت عنوان سنتر، مرخص، و تلك خيبة من
خيبات القرن، فبدلا من القضاء على الدرس الخاص، فتحنا له
الأبواب، و بالتالى زادت السناتر، و المستفيدون منها، الناشرون لكتب الخارجية، التى تعين المدرس قبل الطالب
على توفير مذكرات بديلة للحصة المدرسية، و الضحية هم
الأب، و الأم، لو مات الأب، و الطالب، فى حياة أهله، أو غيابهم، و الدولة فى غياب عما يحدث، فلأين نمضى؟
و لمتى تظل تلك المهزلة المأساوية، التى تشارك فيها جهات عديدة، حتى أن الكتاب الخارجى، وصل ثمنه لمئات الجنيهات
فلو لم يكن للكتاب المدرسى أهمية، رجاء اقفوا طباعته، ومن ثَم، تُلغى مصاريف التعليم المجانى، و المدارس، و بالتالى نكتفى بالسناتر، و المذكرات، و الكتب الخارجية،و دمتم ليعيش الأستاذ مُعلم،و الأستاذة،و يموت العلم،الذى قيل أنه حق كالماء و الهواء.
الجدير بالذكر أن المدرس زمان كانت مهنة لا تشجع على الانضمام لكلياتها، و لو تقدم لفتاة يرفض، فهو موظف فقير
اليوم حضرة سيادة المدرس، و المدرسة معاشهم الآن من الدولة يصل لأربع، و خمسة ألاف جنيها.
و رغم ذلك لا يشبعوا من الدروس، و نسبهم فى تأليف بعض الكتب الخارجية، و صارت مهنتهم الأولى، هى فلوس الأباء
و الأبناء فى الشوارع، ليل نهار، من المستر، للميس، للميسيو
لل…..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى