مقالات

العالمية الفيسبوكية مع جاريانا النيل و حديث الصباح

بقلم جهاد نوار
ظاهرة من الظواهر التى طفت على الساحة الفنية و الأدبية ،و صارت مضحكة للغاية من كل الأطراف المشاركة ظنا منهم و منهن أنهم تخطوا حدود العالمية بمجرد التعامل مع فنان أو كاتب من دولة أخرى عبر الشاشة…
فتم توزيع الألقاب، و أوسمة الشهرة من بعض النصابين، نعم نصب، و تحايل لمدعى الشهرة من خلال منتديات الفيس، و الغير فيسبوكية التى تتم عبر منتديات الوهم، و معالجة الشيخوخة فى تجمعات،و معارض بحجة الدولية، و العالمية.
تلك القنوات الغير رسمية تماما سواء بفيس، أو خارجه فهم بائعوا وهم المجد بحجة الإبداع، و التميز الذى قد يكون أحيانا بل دائما مجرد مجاملة لأجل مصالح شخصية… و قد يكون مذيلا بتوقيع من أم بيسو، و أبو مهند.
أين أنت من دولتك أساسا لتكون عالميا فى دولة أخرى عبر السطور.؟و هل بهذه الشخصيات، و تلك الضيوف صرت من حاملى نوبل، أو التقديرية المصرية على الأقل؟
إن أكبر فنانين ، و أدباء العصر للآن لم يحصل على لقب عالمى، أو محلى رغم شهرته التى تُبهر الانظار، و قد يموت قبل أن يحصل على جائزة الدولة التقديرية، أو وسام النيل..أو أى شهادة تقدره…من يد وزير حالى، أو من وزارة الثقافة المعنية بتلك الأمور، و أحيانا تأتيه بعد الموت..
و يأتى أنت، و أنتِ بمنتهى البساطة ،تهب هذا، و هذه عالمية مشبوهة ،قد تكون من شخص جالس بمقهى لا يجد حتى قوت يومه…و هم كُثر هنا خلف تلك الشاشة.
حتى الأطفال لم تَسلم من هذا العبث، و صاروا دُوليين
عالميين،السؤال مَن منكم كرمه رئيس دولة، أو أمير لإمارة عربية، أو حتى محافظ دولتك أو …….لتمنحها.
فى مصر نالها أديب واحد هو نجيب محفوظ
و ممثل واحد عمر الشريف، و من الرؤساء السادات
و فى العلماء زويل لأنها تمنح من كيان رسمى لعالِم من علماء العالم، و ليس متصفح فيسبوكى أو منصة نصبت فى على ناصية الطريق، و عليها بعض الرؤؤس التى تظن أنها طالت السحاب.
أيها المغيبون الباحثون عن مجدٍ مصطنع ضعوا كؤوس الهوس جانبا، و استفيقوا قليلا، فكل ما دون ذلك لا يُعد إلا مسكنات لوجع النقص بداخل المانح، و الممنوح!.
فهو يرغب أن يكون ذو مكانة بعد خروج عن معاش، و وقت فراغ قاتل، أو يحصل على ربح..، و أنتم تتمنون الشهرة حتى لو سرابا،و نحن لنا صداع السخافة من هوسكم
هنا أتحدث عن كواليس العالمية الوهمية، و هى شئ لا يختلف عليه أى فرد، الفنان التشكيلى مثلا ..ليكون فنان عالمى لابد من فوزه بلقب من منتدى عالمى رسمى فعلا من دول الفن العالمى المعترف بها عالميا…
و ليس من يد ابن بلده، او قريته الذى استولى على مال الرعاة، و المواهب، و صمم بملاليم بعض الدروع من ورق كرتون أحيانا، ليسلمها لفنان، أو ضابط متقاعد بمنتهى الغباء .
و للأف يزجون بشخصيات، و مسؤولين داخل تلك المنتديات الوهمية لإعطائها شرعية، ففى إحدى الفاعليا قام مدير مكتبة
بعد.موافقة المحافظة على عمل معارض فن تشكيلى بمنع تكريمات من صاحب المعرض للضيوف لانه غير مؤهل لتكريم اعلامى او فنان مثله حتى؟؟
اما من فاز عالميا صعب ألا نقدرهم لأنهم يأخذونها فعلا عن جدارة، و لا تذهب هباء فهمنم علماء، و أدباء أثروا الساحات فعلا بعطائهم، إما مكتشف لعلم حديث، أو معالج لقضايا وطن و ليس صدفة الفوز بل معجزة الموهبة هى التى تصل به هناك!
الدولة على مدار التاريخ تهتم بالثقافة، و الفنون من قنوات شرعية، و إن تم الوصول لمن يستحق سيأخذ حقه حتى بعد حين، و من الفيس المتنفس ممكن نصل بهم لهذا لكن لا نوهمهم بأننا مانحى ما لا نملك…
علاج الظلم لا يأت عن طريق ظلم أكبر…كأن يشب طفلا على أنه فنان عالمى حتى يصطدم فى شبابه بأنه كان، و لا شئ هذا عين الظلم مجرد مثال…
فارق كبير بين التشجيع، و التعمية كما إن إصلاح المعوج يأتى بالمصارحة، و المكاشفة…لمن يحب بلده، و ينأى بها عن تلك الممارسات المخزية
الفنان الدولى بيكاسو المصرى
الفنان العالمى مايكل المصرى
الأديبة العالمية أجاثا المصرية
و هلم جرااااا…
و الهوية تقول أن من منحكم التكريم، ليس أكبر منكم مكانة بل مثلكم عامل فى ورشة أو مقهى نت أو أنسة تعمل فى بوتيك، أو ربة منزل امتهنت الملتقى لكسب الرزق.
((أنتم تُهينوا موهبتكم.))
حتى أن الشعراء من ذوى السذاجة المستعصية باتوا مصدقين أن ما يحصدوه من جوائز هو تاريخ لهم بين الأدباء رغم ركاكة مخزونهم الثقافى، و إنتاجهم الأدبى حرفا، و نظما…
ليس هذا فحسب بل بعضهم يطلب التكريم لنفسه قبل الحضور ،و لست أتخيل أى شئ لأننى بالفعل كنت داخل هذا المطبخ الفيسبوكى المتحرك تجولت فيه منذ سنوات حتى الآن، و رصدت كل ما يمكن الحديث عنه، أعلم الجيد، و الغير الجيد، و لا أجازف بحرفى، و إسمى فى تخيلات خزعبلاتية
التنفيذ.
مع العلم أننى لا أخص الشاعر فقط بالكلام بل أقصد كل الفئات فنان تشكيلى، أو أديب، أو شاعر من رواد مهرجانات دولية صنع فى مصر فمن يقرأ مقالى ثانية بتأن سيعلم المضمون لأين يمضى؟!و كم رفضت تلك التكريمات.
فالتقييم حاليا ليس تقييما بقدر ما هو ظهورا من البعض، و خلاص كما يقال بالدارجة المصرية، أى إنسان مجهول يسعى للظهور، و الأصدقاء يلمعونه بقدر مصالحهم المشتركة!!
و النتيجة بعض من الكراسى التى صعدت للقمة بتعب معرضة للسقوط تحت السفح بسهولة، أتمنى أن تنتهى تلك السخافات و يعلم المسؤلين بهذه الممارسات الغير رسمية…
و عدم القول أن ذلك تنشيطا للحركة الثقافية، و الفنية،عبر قنوات غير مسؤولة،و لا مشهرة حسب قوانين الدولة،و لوائحة الرسمية (فالباطل باطل)
و كما قالت الجدة المصرية و غيرها
رزق ..على……😄😂
جهاد نوار (جاردى انا النيل)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى