فساد القياس بين الإبداع والتقليد
……………..
بقلم: إلهام عفيفى
.……………..
جعلتني الهجمة الشديدة على الفيلم الذي اعتبره إباحيا.. أعاود التفكير في سؤال طالما طرحته على النقاد والأدباء في الجلسات القليلة التي أحضرها.. والسؤال هو ..
لماذا نقيس الأدب العربي بأشكاله المتعددة بمسطرة الادب الغربي؟
للادب العربي خصوصيته فله ميراث قديم من العادات والتقاليد والأشكال المجتمعية المتنوعة في إطار أخلاقي وقيمي خاص تعبر عنه لغة ثرية هي ام اللغات وقد عززته ونقته الأديان السماوية التي ظهرت جميعها في المنطقة العربية..
فهل يصح أن نقيس مثل هذه الآداب والعلوم بمقياس المدارس الغربية التي نشأت لآداب مختلفة تناقش مجتمعات مختلفة وقيم وتقاليد مختلفة؟
وما زال السؤال مطروحا لمن يتكرم بالإجابة.
لم اشاهد الفيلم وليس لدي فضول لأشاهده.. وكل ما لفت نظري أن الفيلم منقول كليا من فيلم ايطالي.. وهذا يعيدنا إلى سؤالي الاول ..
هل فرغ الابداع العربي حتى ننقل ابداع غيرنا وهو مختلف تمام الاختلاف ولا يمثل مجتمعاتنا العربية؟
وان كان ذلك فهل وصلنا إلى القاع وهي مرحلة الفشل في تقليد الابداع؟
تناولت السينما المصرية العديد من القصص العالمية ولكن المشاهد العادي غير المثقف لم يشعر ابدا أنها قصصا غير عربية.. فكان المبدعون يقومون بتمصير النص حتى يصبح مناسبا للمجتمع المصري والعربي..
النقطة الأخيرة .. الابداع دائما يدعو إلى الجمال وعمارة الكون الذي أبدعه الله تعالى للإنسان بميزان شديد الحساسية.. فإذا اختل الميزان فسد الكون.. وفي رأيي البسيط أن كل ما يخالف الطبيعة التي خلقها الله يعد مرضا جسديا أو انحرافات نفسيا يجب احتواءه والعمل على إيجاد العلاج له.. لأنه إن تفشى فسد الكون وحقت علينا كلمة الله.
والخلاصة أن الابداع يجب أن يرتبط بمجتمعنا ويحض على الحق والخير والجمال… أما ما يحض على الباطل والشر والقبح فهو بالتأكيد ليس ابداعا ولا أدبا ولا فنا .