ثقافة وفن

عروسة المولد بِدعة المُحدَثين

بقلم :جهاد نوار
هى عادة من العصر الفاطمى و يُقال أنها رمز لامراة الخليفة وقتها،و قد استمرت حتى الآن مع الحلوى التى اشتهر بها هذا العهد، و هناك طبعا من يُحرم، و يرفض تلك العادات فى كل مناسبة دينية بالذات لكن طالما تلك الأمور لا تضُر بمبادئ الاسلام و لا تُفَتت عضده فلا ضَيَر منها خاصة انها صُنعت للأكل و ليست كصنم يُعبَد فقد قَومَّ الاسلام شخصية المسلم المُعتدل الذى فرق بين الحق و الباطل …فهى بالنسبة لنا مجرد ذكريات طفولة،و لم تتعدَّ كونها قطعة مِن الحلوى حتى الآن أهدتها لنا الجدة أو الأب ليحكوا لنا قصة ميلاد الرسول عليه الصلاة و السلام ، ثُمَّ بعد ذلك تقوم الأم بإعادة التصنيع لها فى طبق مهلبية حلو المذاق و الذى اتخذ اسمه أيضا من قوم بن المُهلب، و هم أول من صنعوا المهلبية.
حيث تدرجت عروسة المولد النبوى وبعد ذلك لدُمَىَ من البلاستيك أو الفوم حسب المادة المتوفرة للتشكيل فى كل عصر.
حتى أنها أصبحت تُعَد فنا من الفنون كالفن التشكيلى، و موهبة لدى البعض فى ابتكار أو إضافة بعض التعديلات الحديثة لمواكبة العهد الذى نحيا فيه.
و إليكم أصل البدعة
#المولد ؟؟؟؟ بدايته و الغرض منه، و سبب استحداث هذه البدعة و من ورائها العبيدية رسخت طقوس الاحتفال بالمولد النبوى لنشر المذهب الشيعى.. و نابليون احتفل به للتقرب من المصريين .والاول من اخترع الحلوى على شكل أصنام بعد مشركى قريش، هم الشعية العبيدية. /
بدأ الاحتفال بالمولد النبوى مع دخول الفاطميين مصر، و أقيم أول احتفال بالمولد النبوى الشريف فى عهد الخليفة العبيدى الباطنى «المعز لدين الله» عام 973/
و من المعلوم أن الدولة الفاطمية لم تظهر إلا فى عام 322هـ، و هم أول مَن وضعوا أساس هذا الاحتفال ،قال المؤرخون: إن الدولة على رأسها الخليفة،الوزراء، و العلماء و معهم عامة الشعب كانوا يستقبلون هذه المناسبة التى تبدأ من غرة ربيع الأول حتى الثانى عشر منه، و كان من السمات الواضحة فى هذا العصر الاحتفال بهذه المناسبة، و الإفراط فى صنع الحلوى بأشكالها المختلفة كالطيور، و القطط و الخيول و العرائس (عروسة المولد) /
وأسس الفاطميون نظاماً يهدف إلى تخزين جميع المواد التموينية من سمن،سكر، و زيت، و دقيق، كى تصنع من هذه المواد الحلوى، كانت الحلوى توزع بأمر الخليفة على جميع طبقات الشعب فى جميع المناسبات الدينية و بصفة خاصة المولد النبوى.
وكان الدافع لهذا العطاء من جانب الفاطميين للشعب المصرى، هو تقوية علاقات المودة، و المحبة بين جميع أفراد الشعب حتى يسهل للفاطميين من خلال هذا العمل غرس مبادئ مذهبهم الشيعى، الذى نادوا به منذ تأسيسهم لدولتهم فى مصر.
“و كان للفاطميين طول السنة: أعياد و مواسم و هى: موسم رأس السنة، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبى – صلى الله عليه وسلم -، و مولد علي بن أبى طالب – رضى الله عنه -، ومولد الحسن، ومولد الحسين – عليهما السلام -، و مولد فاطمة الزهراء – عليها السلام -، و مولد الخليفة الحاضر،و ليلة أول رجب، و ليلة نصفه، و ليلة أول شعبان، و ليلة نصفه، موسم ليلة رمضان، و غرة رمضان،و سماط رمضان، و ليلة الختم، و موسم عيد الفطر، موسم عيد النحر، و عيد الغدير، و كسوة الشتاء، و كسوة الصيف، و موسم فتح الخليج، و يوم النوروز، و يوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات”./
و فى عصر الدولة الأيوبية ألغيت جميع مظاهر الاحتفالات الدينية الشيعية، و منها الاحتفال بالمولد النبوى، و كان السلطان صلاح الدين الأيوبى يهدف إلى توطيد أركان دولته لمواجهة ما يهددها من أخطار خارجية، و اقتلاع المذهب الشيعى بمحو جميع الظواهر الاجتماعية التى ميزت العصر الفاطمى، التى تمثلت فى تماثيل الحلوى.
و لكن هذا لا يمنع من احتفالنا بتلك المناسبة المباركة، بشكل
أفضل، كما كان يفعل رسولنا الحبيب، بصيامه فى اليوم الذى
ولد فيه.
نسأل الله – عز وجل – أن يرزقنا حب رسوله – صلى الله عليه و آله وسلم – على النهج الذي يريد، و أن يرينا الحق حقاً، و يرزقنا اتباعه، و الباطل باطلاً، و يرزقنا اجتنابه، إنه ولى ذلك و القادر عليه، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى