مقالات
وجوه مشرقة

متابعة جهاد نوار
سارة نعمان ،طالبة بالإعدادية،من أشبال نادى أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة،لديها موهبة الكتابة،و تميزت بالسرد القصصى،رغم صغرها
إلا أنها تمتلك أدواتها،بمهارة،و اتقان،كما أنها اتخذت لنفسها مسارا مختلفا،عن رفقائها،فهى
تنتمى لأدب الخيال العلمى،كما تجيد كتابة القصة الطويلة،أو الرواية،فهى مشروع كاتبة
يتجه نخو النضوج،و اليوم نعرض إحدى أعمالها الأدبية قصة قصيرة بعنوان:
༺ روبوت آيات ༻
كانت تراقب المطر، و تحتسى كوب الشاى الساخن، و تنظر إليها سيدة كبيرة فى السن تكلمت السيدة،و قالت : ما رأيك فى عطلة مع صديقاتك نظرت إليها آيات، و هى تبعد خصلات شعرها عن عينيها باستغراب ،و قالت: لماذا ؟!
نظرت السيدة من النافذة ثم قالت: تحدثت إلى جيداء،و طلبت ذلك، و أنتِ تعبتِ فى الفترة الأخيرة لذا خذى عُطلةً،و لو صغيرة ؛ ابتسمت آيات وقبلت يديها ،و أخبرتها أنها موافقة.
و من هنا بدأ القلق يتسلل إلى قلب آيات نظرا لما حدث فى العطلة من أمور غريبة ، مثل أنها تستطيع عمل أعمال شاقة لا يستطيع إنسان طبيعي فعلها
و أنها تملك معلومات لم تدرسها بعد ، كانت تقلق بشأن هذا الأمر خصيصا أنها لا تتذكر بأنها قد قرأتها فى كتاب من قبل ،و أنها تستطيع حمل الأشياء الساخنة دون آثار حروق ،و كانت جيداء هى من تنبهها لتلك الأمور .
تحدثت آيات ،و قالت: جيداء ما رأيك فى أن نزور الطبيب غداً؟
ابتسمت جيداء، و ردت عليها قائلة : حسناً ألن تأخذى والدتك معك ؟!
حركت آيات وجهها بعدم الموافقة، و قالت : لا أريد أن أقلقها ربما يكون أمراً بسيط .
-ابتسمت جيداء ،و ربتت على كتفها ،و ذهبتا للنوم .
فى صباح اليوم التالى ذهبت الفتاتان إلى الطبيب ،و فعل الطبيب ما يلزم ، و عندما بدأ بأخذ عينةٍ من الدم لإجراء التحاليل، لم يخرج أى دم من ذراعها ، فاستغرب الطبيب، و قرر عمل أشعة ،و عندما ظهرت النتيجه نظر إليها بصدمةٍ، ثم ابتسم باستغراب و قال:أنا لا أصلح الآلة، أنا طبيب ،و لست مبرمج
نظرت آيات بغضب قائلة: كيف تقول أننى آلة !!
و أضافت جيداء: إن كنت تظن أن هذا مزاحٌ فأنت مخطئ ، مشاعر الناس ليست آلة يا حضرة الطبيب .
نظر الطبيب،و مد يده بالإشاعةِ،و قال: لكن أنا لا امزح فتحت جيداء الظرف،و بالفعل و جدت أن الأشعة تحتوي على إشاعة إلى روبوت .
– نظرت جيداء إلى آيات بحزن و سلمتها إليها لتنظر ،و تتلقى أكبر صدمة فى تاريخ حياتها فهى فى النهاية مجرد روبوت.
نزلت دموع آيات بغزارة، و ذهبت إلى منزلها
و سألت والدتها عما يحدث ،و كيف هى روبوت؟ بكت أمها، و حاولت مصالحتها، و لكن بدون جدوى ،و حركت شفتيها بكلمات غير مسموعة وكانت تقول: جارِ مسح ذاكرة الروبوت آيات .!