مقالات
يوم متعدد الصفات
بقلم الكاتبة جهاد نوار
و يبدأ العد التنازلى، أيام ثلاث فقط، على يوم الانتصار، يوم العزة، و المجد، يوم العبور العظيم، إنه السادس من أكتوبر 1973
عيد القلوب المصرية
عيد الأداء للجيش المصرى
عيد الكرامة لنَفرة وطن
عيد التتويج …بشعلة النصر المبارڪ
يوم تجمعت فيه كل الأعياد ، يوم الكرامة، و الفداء ، يوم البطولة للشهداء ، و الأحياء، يوم التضحيات،يوم الحب،و الانتماء،و الاتحاد.
يوم ما كان فيهم شخص واحد،ينتظر أن يعود مرة أخرى لأهله،ليروى ما حدث،و لم يتراجع أى منهم،سلموا أمرهم لله
فعاشوا بعده سنينا،شهداؤهم،و أحياؤهم.
هو يوم الملحمة الڪبرى ،يوم العبور الحتمى، بانوراما أكتوبرية مصرية بشجاعة القوات المصرية بدأت، حين نَفرت العزيمة الممزوجة بوشم الوطنية.
و تناحرت الأرواح على رمال سَيناء فيروزة الفيافى، المَروية على مر التاريخ بدماء جندها البواسل ،و ما وهنت، و لا وهِنوا فى طريق البطولات.
و امتزجت الدماء بلون واحد، لا فرق بين دمِ مسلم،و مسيحى لا فارق فى يوم من أيام رمضان المبارڪ، صام الجميع فيه إلا عن حب مصر.
ففيه كان مَشربهم تحت حـرارة الشمـس، و بين نيران العدو كان فطورهم جميعا على الشط المقابل من القناة، فطور بفرحة العبور،على مائدة الهزيمة، و تحطيم أسطورة صهيون طِفل أمريكا المُدلل، و الذى سقط بلا عودة،من أراضينا.
اليوم الذى سبقه سنوات من الترتيب،و المبارايات التى مهدت له، فهو يوم العطاء الجماعى، و اتحاد الجميع فى تلك الملحمة،حيث توحدت القلوب،و العقول على حد سواء، حتى لو بفكرة.
و اشترك النوبين فى وضع شفرة سرية لا يجيدها سواهم لتكون هى شرارة البدء، و لغة المعركة بعدما استطاعت اسرائيل فك كل الشفرات إلى أن تم تدريب جند الحدود من أبناء النوبة لإرسال، و استقبال المعلومات.
و كانت الجملة هى ( أوشيرا ساع وى )أى اضرب الساعة اتنين، هى كلمة السر التى غيرت مجرى التاريخ،المصرى العربى.
حرب أكتوبر كانت،و ما زالت،و ستزل، شهادة تأكيد بأن مصر هى قاهرة المحتل،و مقبرة المُغتَر ، و دُرة، المشرق، و المغرب،ماجدة، الكبرياء، حباها الله بجند هُم خير الأجناد حُنكة، و إباء، فهم رواسى أرضها،و نجوم سمائها.
و لا ننسى أنه يوم اتحد فيه العرب بلواءاتهم العسكرية بدءا من سوريا فالعراق، و السعودية، فلسطين، حتى الجزائر كل قام بما يسطيع لأجل كرامة وطن، و استعادة الحرية .
إنها الحرب التى ما زالت تُدَرَس فى كبرى الجامعات العسكرية تتحدث عن بسالة قائدها سادات النصر، و بطل الحرب، و السلام رُغم أنف الحاقدين.
هو، و قادة المعركة جنبا إلى جنب معه بلا تراجع، و لا استسلام، و مهما زيفوا التاريخ تظل لضربة الطيران المصرى لقائدها مبارك صداها يُدوى فى آذان المزيفين، و الأفاقين من منافقى العهود.
فمن شَهد بها هو قائد الملحمة نفسه الرئيس الشهيد محمد أنور السادات،ضربة تَروى بطولات الجيل الذى أضاء تاريخ مصر، و سطوره بشموع النصر التى لا تذوب، و لا تنطفئ فتيلاتها على مَر الأزمنة.
فهى شموع من روح الشهداء اشتعلت، و زاد ليهيبها كلما تبعهم شهيد زاد وميضها، و ظلت كراية خفاقة …ويظل المشهد بهم
خفاقا كدق القلوب
و هنا صورة تملأ الذاكرة، كما ملأت العيون، مرفق بعض من أبطالها الشهيد البطل عاطف السادات، الشاذلى، القادة، صورة للسرب الجزائرى المشارك فى البطولة، الفنانة فاتن حمامة، و المصابين، صورة النوبى صاحب لغة الانطلاق، شعب من نسيج واحد، فلاح، و عامل، و مبدع،كل فى حب مصر قد اجتمعوا، و ما زالوا لهم، و لها أقول:
بحبك يا مصر
بحبڪ ف شارع، ڪنيسة، وجامع
و لمة حبايب تنادى اللى غايب
و أحبڪ شراع فى ضى المراڪب
و نسمة عصارى، ف موجة تشاغب
بقلمى جهاد نوار( جارديانا النيل)