مقالات
(حقائقُ القوةِ وأوهامُ الشجاعة)

بقلمي ( يحيى عبد الفتاح )
عندما راد الاستعمار زرع إسرائيل في قلب العالم العربي ليفصلوا عرب آسيا عن عرب إفريقيا ولتكون هراوتهم في العالم العربي أول شيء فعلوه بعد وعد بلفور المشؤوم في نوفمبر 1917 ساعدوهم على الهجرة وأمدوهم بالسلاح وتوالت الأحداث والمتغيرات في الأمة العربية ولكن الصهاينة ما حادوا عن مهمتهم وما استكانوا .
التفاصيل كثيرة ولكنهم تدربوا وأتاهم السلاح الحديث للدرجة التي كانت في حرب 1948 كانوا يملكون من الطائرات أضعاف ما يملكه العرب مجتمعين بالإضافة إلى تدريب طياريهم في جنوب إفريقيا تدريباً متقدماً فبرعوا كطيارين ولا يُخفى أنهم حاربوا مع الحلفاء بفيلقهم اليهودي في الحرب العالمية الثانية.
إذاً هم كانوا جاهزين لتحقيق حلمهم وأعدوا جيشهم وفوجئ العرب الذين كان عدد جنودهم مجتمعين 38000 جندي بينما جيش الصهاينة 87000 جندي واستطاعوا بمساعدة بريطانيا وتواطؤها مع الولايات المتحدة أن يعلنوا دولتهم في 15 مايو 1948 وتوالت الاعترافات بدولتهم ولكن .
ولكن .
منذ هذا التاريخ حقائق القوة تقول إنهم يستطيعون أن يحاربوا كل الدول العربية مجتمعة خاصة وأنهم بفضل تواطؤ فرنسا أيضا أصبح لديهم تقريباً 400 رأس نووي . تلك حقائق القوة ولكنها ما كفتهم عندما تقدم جنودنا في حرب أكتوبر 1973 وعبروا قناة السويس التي تقول العسكرية أن عبورها كان مستحيلاً ولكن جندنا فعلوا المستحيل وعبروا وأذاقوهم الموت في ملحمة الدم والنار .
ولا حمتهم حقائق القوة من حجر ألقاه أطفالنا ولا حمتهم حقائق القوة من شجاعة وبسالة رجال عز الدين القسام ورجال حماس فالرعب والهلع لا دخل له بحقائق القوة . هم جبناء ويظلوا لأنهم يواجهون رجال لا يهابون الموت وهم يهابونه .
يواجهون رجالاً قضيتهم وأرواحهم على أكفهم فحقائق القوة أثبت رجال فلسطين أنها لا تكفيهم ليعيشوا في سلام ولن ينالوه .
إن أوهام الشجاعة لا تنتصر ولو بالسلاح النووي وحقائق القوة لا تضمن السلام .
ربما لا أفهم كثيراً في العسكرية فلست متخصصاً ولكن التاريخ يقول إن القتال رجل لرجل يتطلب الشجاعة ونحن أهلها وأي جيش نظامي مهما كان عتاده وعدده لا يستطيع النصر في حرب المدن والشوارع لأنها تتطلب شجاعة وهم ليسوا كذلك ولكن رجالنا لها
حرب العصابات ضد الجيوش النظامية تنهكها وتغلبها واسألوا عن هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام وهزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان .
إن حقائق القوة لا تغلب الرجال الذين لا يهابون الموت ولكنها تغلب الجبناء من بني صهيون .