من أجندتي الخاصة:
بقلم: يحيى صابر
نخيل البلح في النوبة الغريقة كانت تعني الحياة ..فمن ثمارها كنا نتغذي حيث كانت هناك بيوتا تعتمد عليها اعتمادا كليا ..والنخل كله خير فمن سعف النخيل كنا نصنع الاطباق والابراش ومن ليف النخيل كنا نصنع الحبال بل وكنا نزيل بها درنات الجسم
ومن الجريد كنا نقوم بتسقيف البيوت حيث لايتأثر بحرارة الجو وكذلك لا يتسوس..وأيضا الاسرة التي تسمي (العنقريب) ..وعلي جذوع النخيل كانت تقوم عملية التسقيف ..وأيضا كنا نستخدم جذوع النخل في الكباري وكذلك كنا نصنع منه ما يسمي بالنوبية (غييي) حيث كنا نقوم بتربيطها وتعويمها علي النيل كي نبحر بين النخيل التي كانت تعتلي جذوعها مياه النيل .
..والبلح انواع منها الفاخر مثل الغونديللا والبرتمودا والسكوتي ومنها الجيد ومنها غير ذلك التي كانت تستخدم كعلف للمواشي..وأيضا كان هناك بلح العجوة (كورريه) الذي يستعصي علي التجفيف فكان يؤكل طازجا او بعد تصنعه بحفظه بعسل البلح او دبس البلح .
وقد تغني الشعراء بالبلح كثيرا ..ووصف الفنان وردي حبيبته بالبلح والنخل حينما قال (دولغيد فنتيدان فيوكا..ماميلتون اورينكيلكا دووكا..كيرغروغ اوللا ديغسوغا..فاشيبناي ارنجي داغسوغا ..شيبون كاروداغسوغا ..نور نورا هافدسوغا ..مان اوللوكايموني ..تاباغنا يموني ..ويكون موككي هاسللي)اي حبي لك نما وترعرع مع النخل ..(ماميلتون) ومن الجذور وصل الي (اورينكيل )قمة الرأٍس .
حيث قمت بسقيته ب(كيرغ) اي بالماء المحمل بالغرين او الطمي الذي يساعد علي النمو حيث يحمل معه الخصوبة ..وانتظرت (فاشيبنا) خروج الثمار ..ثم خرج (شيبون) الثمار فقمت (كارويداغسوغا) بحمايته بوضع اشواك شجر السنط حوله ..ولكن ان يأتي احدهم ولم يبال بما فعلته ثم يستولي علي الثمر فتلك هي المصيبة الكبري .
وهذا يحدث كثيرا في كل شئ حتي في غير الحب ..وقال شاعر اخر (فنتين اوكاريجوني كيمون سهوللالوغو ..غينديللاغا شاكيجيني اوكاريجا دولنامي ..ياناسما عذابتنغا شورتي تاكا مونمونا) أي رطب البلح االحصول عليه صعب حيث ان الاشواك حولها تحميها ومع هذا نقوم بجمعها ومع كل تلك الصعوبات الا ان ارواحنا متعلقه بها ..وهناك شعراء كثيرون استعاروا من النخيل والبلح كل شئ جميل وكل شئ متصل بالحياة …
