الاجتماعيات

أزمة الخدمات الأساسية في مصر: الكهرباء والمياه بين الواقع والتحديات

الوضع الحالي والإحصائيات

تقرير: إيمان أشرف

مقدمة

 

الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه تمس حياة كل مواطن يوميًّا، وهي من الأعمدة التي تقوم عليها التنمية وجودة الحياة. ومع تزايد الضغوط السكانية والتغير المناخي وارتفاع الطلب، باتت هذه الخدمات تواجه اختبارات جدّية على قدرتها على الاستدامة.

الوضع الحالي والإحصائيات

الكهرباء

في 13 أغسطس 2025، سجلت الشبكة الموحدة أقصى حمل في تاريخها بـ 39,500 ميغاوات، في ظل موجة حرّ قوية. 

يوم 28 يوليو 2025، تم تسجيل حمولة كهربائية قياسية بـ 39,400 ميغاوات. 

في 27 يوليو 2025، سُجّل حمل كهربائي قدره 38,800 ميغاوات، وهو رقم غير مسبوق كذلك. 

الحكومة وضعت هدفًا أن تمثّل الطاقة المتجددة نحو 42٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030. 

المياه

في 2023، حققت مصر نسبة تنفيذ إدارة متكاملة للموارد المائية (IWRM) تبلغ 63٪، متجاوزة المتوسط العالمي. 

جزء من المصادر المائية التي تعتمد عليها مصر يأتي من المياه الجوفية بكمية تقدر بـ 9.09 مليار متر مكعب، تشكّل نحو 11.1٪ من إجمالي الموارد المائية. 

في دراسات سابقة، ذُكر أن مصر تفقد ما يقارب 28.4٪ من المياه المخصصة للشرب سنويًّا نتيجة الفاقد في الشبكات والتسريبات. 

بحسب منظمة الصحة والمصادر الدولية، دخلت مصر مرحلة شح مائي؛ حيث إن الطلب الوطني يفوق العرض، ونصيب الفرد السنوي من المياه قد يصل إلى نحو 534 متر مكعب بحلول 2030 في بعض التقديرات. 

التحديات المرتبطة

الطلب المتزايد في الصيف: ذروة الأحمال في أشهر الحر تزيد الضغط على الشبكة الكهربائية، وقد تؤدي إلى انقطاعات إذا لم تُدار الطاقة بفعالية.

الاعتماد على الوقود الأحفوري: بالرغم من التوسّع في المتجددة، إلا أن الغاز والمازوت لا يزالان جزءًا كبيرًا من مزيج الإنتاج، مما يتأثر بتقلبات الأسعار.

تراجع الموارد المائية مع النمو السكاني: الأعداد الكبيرة من السكان تزيد الطلب على المياه، في وقت تتقلص فيه مصادر المياه الجوفية والسطحية.

الهدر والفاقد في الشبكات: تسريبات المياه وتقادم الأنابيب تسبّب خسائر كبيرة، وكذلك البنى الكهربائية القديمة تفتقر في بعض الحالات إلى الصيانة والتحديث.

تكلفة المشاريع الضخمة وإدارتها: تنفيذ محطات الطاقة المتجددة، محطات تحلية المياه، وترميم الشبكات يتطلب تمويلًا كبيرًا وإدارة دقيقة لإنجاح التنفيذ في المواعيد المحددة.

الفرص والإصلاحات الممكنة

تسريع مشاريع الطاقة المتجددة في المناطق الصحراوية التي تتمتع بإشعاع شمسي جيد ورياح مناسبة، لتعزيز القدرة الإنتاجية النظيفة.

تحسين شبكات التوزيع لكلا الكهرباء والمياه باستخدام تقنيات ذكية لرصد الفاقد وإدارة الأحمال بشكل أكثر كفاءة.

إنشاء محطات تحلية المياه في السواحل، مع استثمار في إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الزراعة والصناعات.

التوعية المجتمعية لترشيد استهلاك الكهرباء والمياه (استخدام الأجهزة الموفّرة، إيقاف الأجهزة غير المستخدمة، ترشيد الاستهلاك).

الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل المشاريع الكبرى وضمان صيانتها واستدامتها على المدى الطويل.

خطة طوارئ لتحميل الذروة بحيث تُنفّذ برامج مؤقتة لتقليل الاستهلاك في الفترات الحرجة لضمان الاستمرارية وعدم انقطاع الخدمة.

خاتمة

الكهرباء والمياه هما دعامة أساسية لوجود الحياة والتنمية في مصر. الأرقام الحديثة تشير إلى أن البلاد تواجه ضغوطًا كبيرة في هذين القطاعين، لكن الإمكانيات والفرص موجودة، بعزم سياسي قوي، إدارة فعالة، وتكاتف بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، من الممكن تحويل التحديات إلى مكاسب تضمن استدامة واستقرارًا للجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى