مقالات

((القومية والليبرالية)) . . تعمد الخلط فكرة صهيونية بحتة

 

 

المفكر العربي الكبير طارق فايز العجاوي

 

مواضيع وابحاث سياسية

دأبت الصهيونية على وضع تصور هدفه تأليف وانسجام ما بين القومية والليبرالية لدرجة انهم يطلقون فى بعض الاحيان تعبير القومية الليبرالية وفى هذا دلالة على الانسجام النظرى المتماسك المتوفر فى الحياة السياسية من حيث الاهتمام الشديد بحرية الافراد ومسألة الانتماء الى امة وثقافة ما بما فى ذلك الالتزامات المسؤولة لكل فرد تجاه المسائل الاخلاقية — فديدنهم قلب الحقائق وتكييفها مع اهدافهم –

والحقيقة التى يحاول الصهاينة قولها هى التوليفة التى تجمع بين المفهومين القومى والليبرالى تقوم على تألف بين المفهوم الليبرالى التقليدى عن حرية التفكير والارادة وبين مسائل الولاء والاتحاد والانتماء الى امة ما

 

على كل الاحوال الملاحظ عندهم – الصهاينة – هذا التغييب المتعمد للاساس القومى ومحاولة دمجه بالايدلوجية الصهيونية لكى يتلائم مع المفهوم الصهيونى ولتضفى طابعا قوميا على الحركة اليهودية وما يدعم ادعائنا ويثبت حقيقة طرحنا هو ما جاء فى كتاب حمل عنوان القومية والليبرالية للكاتبة الاسرائيلية (( يائيل تامير )) التى حاولت فيه تكييف الفكرة القومية بما يتلائم مع الايدلوجية الصهيونية ومحاولة بذلك دحض وجهة النظر الغربية فى التفريق بين القومية والليبرالية ولحسن الحظ فلقد تصدى لها فلاسفة عرب وكان اشهرهم د . عادل ظاهر

وللرد على تهافت فكرة هذه الكاتبة التى تحدد مفهوم الامة بالشرطيين التاليين /

1- توفر عناصر ذات صلة بالامة كاللغة والتاريخ اما الارض — تصور يا رعاك الله — فتستبعدها كشرط موضوعى لوجود الامة —- وهنا سنام الامر المطلوب تفنيده والله الموفق —-

2- الوعى الذى يربط بين جميع افراد المنظومة الاجتماعية وهذا الشرط تركز عليه الكاتبة الصهيونية لانه بوجود وعى مشترك يمكن ان يفرز لغة واحدة ويمكن ان يكون للمجموعة تاريخ مشترك ترتكز على ذاكرة او مخزون تراثى تنطلق منه الغايات والقيم والتقاليد والمفاهيم الثقافية التى هى حقيقة اعمق اهمية من أى شأن سياسى – لاحظ قباحة الفكرة التى يراد فيها الباطل –

ولكن من الواضح ان ذكاء الكاتبة الصهيونية لم يسعفها ولم تنتبه الى المفارقة التى فحواها ان حق تقرير المصير وهو كما تدعى حق فردى يستند الى قرار ادارى فردى ايضا فى الانتماء الى جماعة قومية محددة

فقولنا ان الكاتبة لم تنتبه الى ان حق تقرير المصير هو حق جماعى وليس حق فردى ونعنى انه طالما يحق للفرد ان يختار الجماعة التى يرغب بالانتماء اليها -*–** فلماذا تسن قوانينهم على اساس تحديد هوية من هو اليهودى ؟

هل هو المنحدر من اصول يهودية ؟

ام يحق لكل انسان ان يطلب الهوية اليهودية فينالها ؟””

ولماذا هذا التفريق بين يهودى ويهودى حتى وصل الامر الى تحديد هوية الام والتفريق بين يهودى شرقى وغربى ولماذا هناك يهود سادة واخرون عبيد ؟

وتضييف الكاتبة الصهيونية واستنادا الى المفهوم اليهودى ان قرار الانتماء الى امة هو قرار فردى ارادى اى اكتساب الفرد لهوية قومية محددة يتوقف على قرار الفرد نفسه دون اى اعتبار للبيئة والارض التى نشأ عليها وهذه ايضا مفارقة توقع الكاتبة نفسها فيها اذ ان البيئة التى ينشأ فيها الانسان تشكل المفهوم الذى به يتقرر الانتماء فالعادات والقيم والتقاليد ذات تاريخ مشترك بين افراد المجموعة الاجتماعية وهى بمجموعها تشكل جزءا من التراث الذى هو تاريخ بذاته فاذا ما تخلى الفرد عن هذا المخزون الثقافى فهل يمكن ان يستقيم الحديث عندئذ عن امكانية الانتماء لامة

مع العلم ان التاريخ واللغة اللذين اشترطت الكاتبة وجودهما بحد ذاتها التراث البيئى الذى تتشكل بهما وجود الامة فالفرد لا يملك التراث منفردا وانما يمتلكه بانتمائه الى امة – فالتراث هو ملك للامة وليس للافراد – وهذه حقيقة مغالطات ومفاهيم مشوهة تدين الكاتبة وتوضح وبشكل جلى لا لبس فيه افتقارها الى التحليل التاريخى والسيسيولوجى للامم

 

واقع الحال ان هناك صعوبة فى تعريف الامة وايضا صعوبة فى التمييز بين الشروط الموضوعية والذاتية فى تحديد مفهوم الامة على اعتبار ان شروط تحديد مفهوم او مقومات الامة تخضع للمتغيرات والثوابت التى تجمع عليها اغلبية الدراسات — وحقيقة هذه الثغرة التى ارادت ان تنفذ من خلالها — فمنها ثابت ومنها ما هو متغير والتحديد او التعريف هو قيد كما ان الشروط والمقومات هى قيود ذلك ان من الشروط الثابتة للامة هى تلك المتعلقة بالمصير والاستقرار وتحديد الارض لانه لا وجود لامة بدون وطننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننننن او

وجود وطن بدون امةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة

 

وهذا باعتقادى مبرر الخلط بين القومية والليبرالية عند الصهاينة وفكرهم المتطرف الذى يعادى الحق والحقيقة ومن الشروط المتغيرة تلك المتعلقة بوجود عدة لغات على ارض واحدة فهل يمكن والحالة هذه جمع الشروط الثابتة والمتغيرة فى بوتقة واحدة تقدمها على اساس انها شروط تكون الامم

فهل يمكن ان يقال مثلا ان جميع يهود العالم يشكلون امة يهودية واحدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهذه النظرة عمل عليها وتبناها ((((( اسرائيل زانوين )))) وهل الثقافة اليهودية فى مختلف اصقاع الارض يمكن ان تكون كافية للحكم على ان اليهود فى العالم امة واحدة ؟

وببساطة نستطيع الرد على الكاتبة الصهيونية يائيل تامير فيما يتعلق بهذه الشروط بقولنا بأن تأكيدها على اهمية الاختيار وضرورة وضعها فى صلب التصور القومى نابع من الرغبة فى تكييف – تصور – الفكرة القومية بما يتلائم مع الايدلوجية الصهيونية وما يؤكد نظرتها الى الامة باعتبارها شأنا اجتماعيا ثقافيا وباعتقادى ان هناك فوارق كبيرة بين المفهومين – الليبرالى والقومى – فالنظرة غير المتوازنة لكل من القومية والليبرالية تحتم علينا القول ان حق تقرير المصير لكل فئة هو حق شرعى وهذا بالضرورة يعنى ان حق تقرير المصير للشعب الفلسسسسسسسسسسسسسسسسسطينى امر واجب تØ

�طلبه النظرة الى مسلمات الليبرالية وثوابتها لكن عدم التجاوب مع هذه النظرة يوجب القول بأن اليهود لا ينظرون حتى الى الليبرالية على انها استحقاق يستوجب توفيره لغير اليهود بل اؤكد لكم بانها نظرة عنصرية حتى خارج المفهوم الليبرالى

والحق – وهو الاولى بالاتباع – ان من الفوارق الرئيسة بين القومية والليبرالية هو ان المصالح الفردية فى الليبرالية هى مصدر اساسى للفردية وايضا مصدر اساسى فى الاختيار والحرية وهذا بطبيعته يختلف كليا عن النظرة الى الفردية فى القومية على اساس ارتباطها بالمجموع وبعبارة اكثر دقة فأن العلاقات الفردية المجتمعة فى القومية تزداد ايجابيا وقوة بقوة انعكاسها المصلحى على الجماعة والمجتمع وهذا ما يجعل التوتر القائم بين القومية والليبرالية يطفو على السطح وهذا ما يعطى الايديولوجيا القومية صفة التوسع فى التعددية فالخير العام هو خير الجماعة وليس خير الفرد

فالجماعة القومية خير الفرد بها هو خير الجماعة اما المجتمع الليبرالى الذى يقسم الامة الى فئات متصارعة مصلحيا لا ينتج خيرا عاما – اى يطال الكل – مما يسهل على بعض الفئات النافذة من السيطرة بالكامل

فحرية الفرد واستغلال شخصيته اللتان تتيحان له جنى الثمار – الفوائد – الشخصية لا تظهر فى القومية الا فى الكل المتحد الذى يتجاوز المصالح الفردية فالارادة الجماعية القومية لا تنحصر فى النظر الى الجزئيات والافراد بل تتجاوز ذلك الى ان الخير العام مرتبط بمصلحة الامة والوطن وما الافراد الا وسائل من خلالها يتحقق الخير العام

والثابت ان اى مفاضلة تقوم على اساس عقلانى بين المثالين القومى والليبرالى تظهر ان تبنى المثال القومى لا يلزم الدولة بالتخلى عن قيم التعددية والديموقراطية على مستوى التعامل مع اقرار المتحد القومى

وعليه فان اخلاقية النظرة القومية فى السماح للتعددية الديموقراطية بالنمو والتنامى تتيح للنظرة الشخصية ان تكسر الطوق حولها لتصبح نظرة عامة جماعية وهذا بحد ذاته مدعاة للتساؤل المشروع الذى فحواه طالما ان العلاقات التى تحكم الدول فى الليبرالية تقوم بصفة رئيسة على المحصلة فلماذا تلقى هذه النظرة الاستنكار والشجب القومى ؟

حقيقة ان العالاقات بين الدول لا تحكمها المبادىء الاخلاقية فى كل الظروف فتعليق المبادىء الاخلاقية فى العلاقات الدولية تحكمها ظروف اخرى تتعلق بالمكان والزمان ويحكمها بالتالى الواقع الانسانى

بالمحصلة ايها السادة التكييف لمصالحهم هو ديدنهم وهو الامر المدعوم من ساستهم حبذا لو تنبهنا الى ذلك لكى نفضح ما يرنون ويرمون اليه من تزوير وتحريف وقلب للحقائق لكى يدعم كافة ادعاءاتهم

 

ونحن نحارب الفكر واربابه جهارا نهارا حتى فى لقمة عيشهم وحبذا لو هيئنا الظروف المناسبة لكافة ارباب الفكر العرب كى يعيدوا الامور الى نصابها لكى تكون فى موضعها الحق والصحيح لان فى ذلك انتصارا لقضايانا العادلة وبالتالى انتصارا لأمتنا

والله الامر من قبل ومن بعد .

 

الموقع الرئيسي | الموقع الرئيسي للمفكر العربي الكبير #طارق_فايزالعجاوي.

مكتبة التمدن

عدد الزوار: 2,748,295,127

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى