مقالات

ذو القرنين، هل هو،الاسكندر الاكبر؟!!

من نافذة تاريخية!

بقلم العالم الأثري/ حامد نور

 

تساؤل في شكل أطروحة،!! وفي اكثر من مقال!!!…..

والاجابة عنه في النهاية، لاتؤكد او تجزم بان الاسكندر هو “ذو القرنين ” المذكور في القران الكريم !!!

لكنه سؤال؟ يجيب عن سؤال اخر!!! هو

،لماذا قدم بعض السلف من مفسرين القران الكريم الاسكندر الاكبر علي انه ذي القرنين؟!

 

🥞نبدأ بنهاية حياة هذا الشاب الذي حكم العالم باكمله وعند وفاته كان قد بلغ عامه الثاني والثلاثين من العمر ، ومده حكم 13 عاما.

 

ارسل الاسكندر الي قائده وهو علي فراش الموت،بعد ان اعياه مرض الحمي الشديد.

فجاءه القائد وضم كلتا يديه الي صدره بعد ان قبلها،ثم تركهما ليهويا في ضعف شديد الي جانب جسده الناحل الذي انهكه المرض!! قائلا بإستغراب :هلا اخبرتني ياسيدي!!!

قال القائد: بعد ان اخذ نفسا عميقا وبدا يغالب ضعفه الشديد.

# لا يحمل عرشي غير اطبائي ولا احد غيرهم!!!!

# ان ينثر فوق الارض في موكب جنازتي وحتي قبري كل مااقتنيته من الذهب والفضة والاحجار الكريمة!

# حرروا يداي من داخل كفني واجعلوهما متدليتان ومفتوحتان خارج نعشي.!!!

 

هنا هم القائد بمغادرة المكان لكن فضول سؤال ألح عليه قائلا: اطال الله عمركم ولم ذلك ياسيدي؟؟!!

اجابه الاسكندر:

# الاولي لكي يعرف الناس انه اذا حضر الموت لاينفع احد احدآ حتي الاطباء الذين نلجأ اليهم اذا اصابنا مكروه!!!

# الثانية، حتي يعلم الناس ان ماقضيناه من وقت في حياتنا الدنيا في جمع الثروة والاموال يصبح في النهاية هباءا منثورا.

# الثالثة، ليعلم الناس اننا قدمنا الي هذه الدنيا فارغي الايدي لانملك شيئا وسنخرج منها كذلك.

 

هذا قاله من ملك اكبر امبراطوريات العالم قديمه وحديثه!!!

هذا ماقاله اعظم القادة العسكريين الذي لم يهزم في معركة واحدة خاضها طوال حياته!!!

هذا ماقاله من امتد ملكه الي 17 الف كم شملت امبراطوريته الثلاث قارات.!!!

هذا ماقاله الشاب الاسكندر الاكبر حين وافته المنية وهواحد اعظم العقول العسكرية في التاريخ، وواحد من الذين سجلوا حضورا طاغيا في عصره،لم يسبقه من قبل او من بعد احد.!!

 

وهنا يتبدر سؤال أخر،،،لماذا قال كل ذلك؟!!

بادئ ذي بدء ان مايتبدر الي الذهن، هو ان تكون هذه النظرة للحياة نابعة من موروث فكري وعقائدي قوي، صادق ومتين !!! .

 

🥞كلنا يعرف عن حياة الاسكندر العسكرية وفتوحاته، ولكن القليل منا يعرف حياته الشخصية والفكرية

فالاسكندر الاكبر كان “فيلسوفا”!! تعلم الفلسفة علي يد اكبر العلماء الفلاسفة اليونان في ذلك العصر هو” ارسطو طاليس” الملقب “بالمعلم الاكبر”.

لازمه اربع سنوات عندما كان وليآ لعرش مقدونيا ثم اربع سنوات اخري بعد ان توج ملكا قبل ان يبدا في حملاته العسكرية وتشغله الفتوحات.

وكان الاسكندر يباري الفلاسفة بحكمة وعلم، وله سجال معروف مع الفيلسوف” ديوجين”وغيره من فلاسفة عصره.

 

تشرب الاسكندر فلسفة ارسطو – الذي اشاد به فلاسفة العالم واشاد به الفيلسوف المسلم ابن رشد والذي لقبه “بالمعلم الاول” في كتابه تهافت التهافت الذي رد فيه علي الامام الاكبر ابي حامد الغزالي حين كتب ” تهافت الفلاسفة”. رد بعقلية حلت الاشكالية بين الفلسفة والشريعة داخل اطار الشريعة نفسها، فاعاد ابن رشد بعبقريتة للفلسفة هيبتها من جديد.!!

 

ويري ابن رشد ان مذهب ارسطو والذي درسه الاسكندر الاكبر “اذا فهم علي حقيقته، لم يتعارض مع اسمي معرفة يستطيع ان يبلغها الانسان، وان الذين جاؤا من بعده تجشموا كثيرا من المشقة واعمال الفكر في استنباط اراء انكشفت بسهولة لارسطو، وكأن العناية الالهية ارادت ان تبين فيه مدي قدرة الانسان علي الاقتراب من العقل الكلي” . انتهي كلام ابن رشد. بل وكان يلقبه في بعض كتاباته “بالمعلم الالهي” .والبيد انه لم يحظ فيلسوف في العالم الاسلامي مثلما حظي به الفيلسوف ارسطو.

 

وكلنا يعرف ان فلسفة ارسطو كانت تهتم بعلم الوجود وكان يؤمن بان هناك محرك اول للكون وهو خالقه وفي تصوره هو اله واحد لاشريك له ولاشبه له ولا شبيه به. وعلي هذا المبدأ نشأ وتعلم الاسكندر الاكبر علي يدي ارسطو ثمان سنوات كاملة.

 

🏟 وحتي نقترب من فكر هذه الشخصية اكثر. لابد ان نعرف. ماذا قالت كاهنة معبد دلفي عنه في نبوءتها .؟

ولماذا كان الاسكندر نفسه يصر علي زيارة معابد الالهة -التي لايعرفها – في البلاد التي يفتحها طلبآ للمشورة ؟!!!

وفي اي الاقطار التي فتحها كانت تقع ” العين الحمئة” التي تغرب فيها الشمس؟!!!! والتي ذكرت في القرأن الكريم.

نستعرض ذلك في مقالات قادمة ان شاء الله.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى