مقالات

قفزة الموت………

قفزة موت
بقلم جهاد نوار
عضو اتحاد كتاب مصر
كثيرا ما نستمع لجملة يرددها البعض، و هى تعاملوا مع الكبار، بمعنى أن الاقتران بالكبير فرصة نجاح، و قد يكون هذا صحيح لكن للأسف نسبيا، و ليس على طول الخط.

فليس كل كبير، كبير بالفعل، فكم من كبير لكنه صغير، فى العقل، فى التعامل، فى الاخلاق؟ و هى الأهم، فنادرا ما نجد كبير ذو شأن، أو قيمة تتناسب مع كِبره.

خاصة تلك الأيام، التى صار فيها الكبار، أقرب للأطفال، أو متمتعين بنسبة كبيرة من السفه، و الاستظراف.

ممن يستغلون مكانتهم لاستغلال الآخرين، سواء احتيالا أو
لملئ فراغ، و لا ينظرون لتداعيات الأمر.

كلما نراه حولنا اليوم، من قيم و قامات، هو مجرد مظاهر لا أكثر، و السبب أن هؤلاء القامات، وصلوا لمكانتهم بطرق غير سليمة لذلك فهم ليسوا على قدرها.

فأصابهم الشطط، و الولع بالقفز هنا، و هناك من منطلق أنهم
كبار ذوى سلطة، أو درجة مميزة، بها يتحكمون فى مصائر
المحيطين بهم.

إن الكبير مقاما قبل السن، الكبير خلقا، قبل المظهر، الكبير هو الذى يجيد احترام ذاته، قبل احترام غيره، كى لا تؤخذ عليه أفعاله الغير مسؤولة.

و لو لم يعقل حجم مسؤوليته، و توظيف قدراته لخدمة الآخرين دون استهداف مريض يؤذيهم، او استنزاف لمجهوهم و مشاعرهم، سيصغر، و يصبح كالبلياتشو فى ساحة الانتظار، ما إن يظهر على الجميع، ينبهرون بجمال ألوانه، و حركاته، المبهجة، و إن غاب عنهم ظهرت حقيقته البلهاء.

فهو بلا قيمة دون الرِتوش، و الألوان، هو مجرد إنسان، يلهو
بالناس، و معهم، لكن لا يفيدهم.

لكل كبير ظن أنه كبير بمكانته، فاستحل أوقات الناس، و تحكم فى مصائرهم، و لاذ فرارا، لدرب جديد، قف!

فلستم آلهة، و لستم مقسمى الأرزاق،بل أنتم مافيا الوصول
الكذوب، و كما كنتم صغارا، فمن بعدكم لا بد سيكبرون، لكن ليس على عهدكم، و سوف تظهرون صغارا أمامهم.

إن السُلم المتين يُصعد من أسفل لأعلى، و ليس العكس لذا
لا يوقع بصاحبه مهما ارتفعت درجاته، أما من يذهب للعلا فى
قفزة واحدة، فهو ميت لا محالة، من قفزة موت عاجلة.

لأنه لم يمر بكل الصعوبات التى تعينه، على تكبد المشقة فى الاستمرارية، و الارتقاء، و استسهل الصعود المهلك له بعد حين، الاستناد على الأكتاف غير مأمون الجانب.

فبعض الأكتاف، كحاملات الطائرات الحربية، وسيلة للدمار
نادرا ما توجه طائرة للموقع الصحيح، و إن فعلت فلا مفر
من خسائر، و هلاك.

تبا لكبير ليس بكبير، بل متكبرا، مصنوع من يد التملق، و الوصولية..يجر بتابعيه للهلاك، ليبقى هو كبيرٌ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى