ڪُن أنتَ :بقلم جهاد نوار
شوذ قمر، فستان قمر، رغيف قمر، كلوب قمر هههه
كل شئ صار يوصف بالقمر، صفات البشر، صارت توضع فى موضع ليس لها، حتى لغة العامة انتقلت للغة المثقفين بفجاجة، كنوع من البساطةِ، و التبسيط.
و كأن البساطة فى ذاتها، لا تعنى سوى التدنى، و الابتذال
فى القول، أو تبديل المدلول، و تجريده من معناه، كل من هبّ
و دبّ يطالب بالتبسيط الغير مبرر.
إن لكل إنسان لغته الخاصة،المرتبطة بالبيئة أولا، ثم المكتسبة
من الالتحام،أو الاندماج مع بيئات أخرى،و هناك أناس محافظون يظلون رغم الاندماج متواجدون بشخصيتهم اللغوية التى لا تنفصل عنهم.
لأنها تمنحهم الكينونة الأدبية، خاصة للكاتب، فليس عليه أن ينسلخ من شخصيته، ليكون شخصا آخر كالباقيين، و إلا فأين التميز، و التفرد، و ما الفارق بينه، و بين الغير لو صار مثله؟
البساطة لا تعنى التساهل فى مبادئ، و أسس التخلى عنها
يفقدنا أهم ما يميزنا، و ليس شرطا أن يفهمنا الجميع، فلكل
إنسان معجبون، و محبون، و كارهون،فأهلا بالكاره.
فتلك هى سُنة الحياة، لا يجتمع الناس على شئ واحد أبدا
لذا احرص أن تكون أنت، و أنت فقط، برتوشك الخاصة
بألوانك المحببة إليك، بكل ما تحبه من جمال حباكَ به الله
و لا تسمح للغير أن يرسمك كما يحلو له، تحدث لغتك الخاصة، بلكنتك المعتاد عليها، بصوتك المحبب لك، بثقتك الممنوحة
لك من الله، فلا سلطان لأحد عليك سوى أنت.
و نادِ كل شئ باسمه الصحيح، لا تقلد هذا، و هذا لمجرد التقليد، كُن أنت، لا هم.