امرأة استثنائية
بقلم /هالة رزق
وإن سألوك عني
قل امرأة لا تشبه سوى نفسها
لا تعنيها أي خسارة يكفيها أنها ربحت نفسها وهذا يكفي .
تعلمت الأبجدية ،حررت الحروف والكلمات من سجن التفكير،
وكأن الكلمات ما كتبت إلا لتخنق صمتها.
لم تلم أحدا على خسارتها يوما ولا تطلب المساعدة من أحد .
تواجه بمفردها وتنهزم بمفردها وتنتصر بمفردها .
تعلن الحداد داخلها ،
ترتدي همومها كما ترتدي الكعب العالي تماماً .
ثم تخرج للعالم بكامل أناقتها وحدها ..!
لا تتمسك بأحد بقوة ، ولكنها انطفأت، تمر أيامها بين ليل يشبه نهار إحساس موت إجباري.
تقف كأوراق متناثرة داخل عاصفة، ضلت الطريق،
مسجونة في عالم من الأفكار ،
عاشت مراسم دفنها كل ليلة ، وهي على قيد الحياة، مثل شمس خلف المياه تخيلتها تحتضن الكون وهي تدفن كل يوم في غروب مميت.
لم تعد عيناها تلمعان ، ابتلعها حزن.
هذه هي علامات الموت ..! هكذا تموت المرأة.
هي امرأة تعرف متى تكون مدللة وكيف تحمل ثقل الجبال .
امرأة تعرف حدود قدرتها ، فالمرأة الضعيفة لا تثير سوى الشفقة.
فلا تحاول الوصول فأنت لا تجدني إلا بالأماكن المرتفعة ،ليس غرورا إنما عزة نفس، سوف نلتقي وسترى نوري بوضوح.
بعد سنوات ركض بين خريف ضائع وشتاء لم يجد طريق.
علمتنا الحياة أن نقف كعلامة تعجب لا ننحني كعلامة استفهام،
لا نسقط أرضاً إلا سجوداً ،وأن كل سقوط يؤهلك للوقوف مجددا.
علمتنا الحياة أن لانثق كثيراً.
علمتنا أن وراء كل صفعة درس.
إن الماء إذا اشتد غليانه احتاج إلى التنفيس عنه، وإلا طار بالقدر، طيران الهم بالصدر .
ثقي أن رحلتك مختلفة .. حطمي حصار أفكارك.. اغلقي نوافذ الاحتلال ..خذي نفسا عميقا وانطلقي مجدداُ.