العلم اللبنانى، وكمال جنبلاط
بقلم خالد بركات..
*كلنا للوطن .. للعُلى، للعلم..*
بمناسبة عيدى الاستقلال والعلم..أحببت ان أكتب هذه الكلمات..، وأهديها للأصدقاء فى لبنان وفى كل الأوطان..
يقول إميل طربيه: أحد زملاء كمال جنبلاط في مدرسة عينطورة ” رحمهما الله..
لقد كان كمال جنبلاط طالباً نشيطاً منكباً على دروسه، بعيداً عن الكبرياء واللهو والتفاهات، وبما أنَّه تميز بالاجتهاد والسهر للدرس المتواصل، وهو لم يتّكل على الذكاء الفطري لديه فقط، فقد كانت مثابراته تلفت انتباه أساتذته ورفاقه..
كانت مدرسة عينطورة، وأعني المدرسة ترفع العلم الفرنسي فوق برج بناء المدرسة الرئيسي أيام الٱحاد، والأعياد الدينيّة والرسميّة..
قال لي يوماً كمال جنبلاط ” لماذا لا يُرفع العلم اللبناني بدل العلم الفرنسي..؟؟!! ”
فقلت له : ” طبعاً لأن المدرسة هي فرنسيّة
وأعتقد بأنَّ هذا هو السبب الوحيد..”
قال لي : ” أوافق بأنّها فرنسيّة ولكنها على أرض لبنان، ونحن جميعاً لبنانيّون، يجب أن يُرفع علم وطننا وليس أي علم ٱخر..”
وبعد حوار قصير حول الموضوع قرّرنا أن نؤلِّف وفدًا من الطلّاب ونذهب لمواجهة رئيس المدرسة ونقدم له طلبنا..
فاتحنا عددّاً من رفاقنا الطلّاب فتجابوا معنا وألّفنا الوفد وذهبنا إلى الرئيس”الأب سارلوت ” وفاتحناه بالموضوع فوراً، طالبنا برفع العلم اللبناني فوق برج المدرسة بدل العلم الفرنسي، واستدرك أحد أعضاء الوفد الطلّابي وطالب برفع العلمين اللبناني والفرنسي على الأقل..
فوجئ الأب سارلوت الفرنسي بالوفد الطلّابي، وبالمطلب الجديد وأطرق رأسه مفكرّاً، وكما قلت سابقاً كان الأب سارلوت يحبّ لبنان واللبنانّيين، وبعد التفكير برهّة رفع رئيس المدرسة رأسه وخاطبنا قائلاً : ” أشكركم على هذه المبادرة، ولقد لفت انتباهي إليها حيث كان يجب أن نقوم بها منذ زمن طويل ”
وطلب فوراً من أحد موظّفي الإدارة أن يُحضر علمًَاً لبنانياً ليرفعه في جميع المناسبات..
وحيث أصبح العلم اللبناني الذي تتوسّطه الأرزة يرفرف فوق المدرسة منذ ذلك التاريخ بفضل تنبّه كمال جنبلاط وحسه الوطني..
هي نقطة في بحر مواقفه الوطنية..
من كتاب ” الصراط إلى الحق..”
ومن هذا المنطلق نحن نُسأل كما كنا نسأل..
ما القيمة المعنوية والسياسية للعلم الوطني..؟؟
علم البلاد ليس مجرد قطعة قماش
هو بالنسبة لنا يرمز لوطن عزيز وغالي..
بالإضافة إلى الالتزام برفعه في جميع المناسبات الوطنية وفي السفارات وعلى الدوائر الرسمية..، وتنكيسه عند أي حالة حداد وطني أو عالمي..
ويُذكرنا العلم بشجاعة وتضحية وبسالة الّذين ناضلوا من أجل الحرية والاستقلال والحفاظ على وطنهم، الذين لم يروه على أنه مجرد قطعة من القماش، بل كان يمثل لهم شعوراً بالفخر ويساعدهم على التضحية بحياتهم، فقط لإبقاء الراية تحلق عالياً في السماء، كما يرمز العلم للعديد من الأمور المعنوية القيّمة ومنها يأتي:
الحرية والحكم السياسي الكامل للدولة… رموز الفخر الوطني، والتطور السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي للدولة الموحدة.، والثقافة السياسية، والاجتماعية للدولة..
ويُظهر سيادتها لباقي الدول في العالم..
وتوحيد مواطني الدولة، وزرع الوئام بينهم..
وتغذية شعورهم الوطني بأنّهم أبناء وطن واحد..
.
اللهم..إحمً لبنان وشعبه وكل أحباءه..