مقالات

سكون الحياه…

سكون الحياه 
د . اميرة النبراوى
____________

أيقنت موت الحبيب وقفت علي فوهه قبره
وقلبها يصرخ ،سنلتقي حبيبي بعد حينْ ، رأيت النبل والمروءه يواريها التراب .لكن يوم أمس رأته يتجسد أمامها و يشع بذاكرتها متبسما لها ،منبعثا حين تحدثت عبر الهاتف إبنته الهام ، كان الشوق يرفرف بصوتها، الذي بلغ صفو الشباب الحميم ،يسألني لماذا أمتنعت عن زيارتهم من مده طويله قلت لها أن والدها حى أمامها في كل وقت يسألها عن أحوالهم ،آراه في كل مكان اذهب إليه جمعنا مع أسرته التي أحببتها من قلبي بقدر حبي له .لم أزرهم في منزلهم الراقى وسط اشجار المعادي، منذ وفاته لتأكدي لو ذهبت وحدي ،يمكن استعادته، أمامهم متجسدا في شخصي وربما يطرحون على وتفيض الدموع بسيل الحزن الدفين لو دخلت بيتهم ، سآراه منطرحا علي أريكته بوسط الصاله أو بعيدا في غرفه مكتبه يتألم، ويبكي في صمت من ألم المرض ،ولكنه يتحامل علي نفسه كل مره ويكره الموت الرديء الزاحف عليه .بعد موت زوجته بالمرض اللعين لم يتعلق بالحياه الا لأجل أطفاله ،وكان يسألني عن كل شيء يتعلق بهم. وأساعده وأحبتهم من قلبها وتعلقوا بها وازدادوا تعلقا بها وتمنت العيش معهم كل ثانيه ولكن القدر لا يحقق الأمنيات وكان ينظر لي بشجن أسيان محاولا تجاهله بالضحك وخفه دمه فهو عاشق للحياه رغم كل ظروفه، منه تعلمت كيف نقاوم الألم مهما كبر وعظم ، كان يساعد رغم حالته كل طلابه كان يعلمهم كيف يكون الحب والعطاء بلا مقابل .علمني كيف أقم اعمده الصمود .علمني كيف يكون الحب منتهي النبل في العطاء . كيف يموت الحبيب وهو الساكن في الروح والقلب. لا هو بعيد فقط بجسده ويوما سألقاه ،وتعود الحياه بعد السكون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى