الطفلة
بقلم : سارة فوزى
فى تلك الرقعة الواسعة تسير تلك الطفلة البريئة وحدها يحيطها الخطر من كل اتجاه لكنها تخطو وضربات قلبها تعلو فوق الصمت الهائم حول الخلاء ، ترى ماذا جنيت لكي يتسارع إليها الذئاب لينقضوا عليها بضربة واحدة فتلقى مصرعها دون صوت أو جدال .
تقف الفتاة فجأة وتلتفت حولها وتتساءل بنبرة صوت مرتجفة ماذا فعلت ؟ ما الإثم الذي قد ارتكبته لأنال منكم هذا الجزاء ؟
لحظات من الصمت!!! ثم جاء صوت من بعيد يقول لها وجودك في حد ذاته ذنب ولابد من التخلص منك سريعاً .
أصابها الذهول مما سمعت لم يخطر في بالها أن وجودها يثير غضب من حولها ، لم تتوقع أبدا أن يحدث ذلك لها ! وبسرعة البرق نالت صفعة قوية أردتها أرضاً حاولت الوقوف على قدميها مرةً أخرى ثم استقبلت صفعة أشد قسوة من السابقة وكلما حاولت الوقوف انهالت عليها الصفعات مثل سهام المعارك التي لا تنتهي لتقف تبحث عن مكان آمن ولكن دون جدوى فإنها فى العراء لا جدار ولا سقف ولا أبواب مغلقة فكلها أحلام لا يمكن تحقيقها.
أصبحت ممزقة من الداخل صلبة من الخارج ضاحكة للصفعات باكية القلب ، داخلها سؤال لا يفارقها هل أستحق كل هذا ؟ ولما !؟
أنها صافية القلب طفلة لا تحمل داخلها سوى النقاء ، لا تبغض أحدا ولا تنتقم من أحد ، ذلك النقاء الذي يعكر صفو من حولها فهم لا يتحملون فكرة وجود هذه البراءة .
كل هذه الأسئلة تدور في رأسها وهى تعدو مسرعة في طريقها تنظر إلى الأمام دون توقف وكلما تعثرت نهضت سريعاً واستكملت رحلتها ،لا تمتلك رفاهية الإنهيار ولا توجد ثانية واحدةً للوقوف تنهال عليها الضربات واحدة تلو الأخرى وهي كما هي بنفس البراءة والصدق في المشاعر ، ترى هل سيأتي اليوم الذي ترتاح فيه تلك الصغيرة !؟ أم أنه طلب يستحيل تحقيقه.