مقالات

بتول .. تكتبه الروائيه غاده سعيد

بتول .. تكتبه الروائيه غاده سعيد

‏‎في عتمةِ الليل الساحرة بين عيوني الساهرة
‏‎ اختفت كل الطيور وسكنت الأفاعي الجحور
‏‎ ُ‏ جلستُ مكاني وأمسكتُ بقلمي وكتبت بين السطور
‏‎ !‏ هل سأظل طوال حياتي وحيداً بلا حبيب
‏ٌ‎تمر الأيام تشبهُ بعضها وتأتي شمس وتغيب

‏‎نظرتُ أمامي فوجدت حسناءٌ تأتي من ،بعيد
‏‎ تقترب شيئاً فشيئاً وقلبي كاد من الحب يفيض

‏‎ ‏ نظرتْ إليَ وهي تقول: هل وجدت إبنتي بتول؟
‏‎ ‏قد ضاعت منذ دقيقتان، بحثتُ عنها في كل مكان
‏‎ !‏ هي صغيرة وترتدي فستان

‏‎نظرتُ إليها وأنا أري الدموع تنهمر من بين جفونها أنهار، بدأت أُهدئها قبل أن تنهار
‏‎ وطلبتُ منها الجلوس في مكاني كي أجد إبنتها الضائعه،

‏ٌ‎ذهبتُ في طريقي وخطرت لي فكرة رائعة
‏‎ !‏ ظللتُ أُنادي بنبرة صوتٍ عالية: أين أنتِ يا بتول

‏ لقد احضرتُ لكي الحلوي وجئتُ لكي آخذكِ لأمكِ الحسناء؛ وجدتُ صغيرة تخرج من بين الأشجار الخضراء

‏ُ‎نظرتْ إليَ وهي تضحك وتقول: كنت أتعلم لعبة الإختفاء،

‏‎لكن قل لي من أين تعرف إسمي، فأنا لم أراك من قبل على حد علمي،
‏‎هل تريد أن تصبح صديقي؟

‏ُ‎تبسم وجهي العابث العنيد، أصبحت كالطفل الذي
‏‎يولد من جديد، امسكتُ يداها وأخذتُها بحذرٍ شديد.
‏‎وصلتُ إلى ذلك المكان حيث تجلس الحسناء
‏‎كانت تنظر يميناً ويساراً وتبحث في الأرجاء
تنادي بأعلى صوتٍ وترتجف من برد الشتاء..

عندما وجدتْ أبنتها اصبحت كالعليل الذي وجد الشفاء
اتجهتْ بسرعة نحوها، وضمتها بين ذراعها؛ لكنها اخذت تلومها وتحدثها بدموعها..
جلستُ مكاني وأنا أُراقبهم من بعيد، ظلت الصغيرة تعتذر اعتذارً شديد
_انا أسفة يا عمتي كنتُ أبحث عن أمي و أبي لم أجدهم كالعادة في أي مكان، ذهبتُ اتفقد كل جانب خلف البستان.
وقفتُ مسرعاً في مكاني وأنا في ذهولٍ تام.. ألم تقولي لي أنها إبنتك!! هل سرقتيها وأخفيتيها بداخل حجرتك!!!

= هذه إبنة أخي الذي توفي في حادث منذ عدة شهور، توفت أمُها يوم ولادتها وسكنت القبور؛ منذ ذلك اليوم وأنا أعيش حياتي فقط من أجل بتول!

ظللتُ صامتاً لا أجد ما أقول ..
شعرتٌ أن هذا الحديث لا يصدقهُ العقول..

نظرت إليها بإعجاب العاشقين
وتمنيت أن أحصل علي قلبها الثمين
وإن كانت بتول وجدت امًا مصون
لماذا لا اكون انا الاب الحنون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى