الصورة الأخرى لـ الآخرين .. بقلم السيد فتيحة
غالبا ما نرى الآخرين من الخارج فننبهر برقيهم في التعامل أو ثقافتهم المرموقة أو علمهم أو مظهرهم المتألق أو تدينهم المزيف الذي يتوجون به كلامهم وتصرفاتهم ولكن سرعان ما يسقط القناع عن الخبايا والوجه الاخر القذر للذين يتعمدون حجبه عنا ويخفون ما يبطنون لأنهم يعرفون لولا أنهم ارتدوا هذه الأقنعة ما كانت رأتهم أعيننا ولا سمعتهم أذاننا أو حازوا احترامنا وتوقيرنا لهم.
فكون أننا خدعنا فهذا بالأمر الطبيعي لأن الإنسان بطبيعة الحال يرى ويقيم الظاهر .. لأن الباطن لا يراه إلا خالق البشر لكن هناك أناسا ممن اصطفاهم الله سرعان ما يلتقطون المنافق بفراسة نظرتهم الثاقبة التي أنعم الله بها عليهم واكتسبوها بفعل خبرات الحياة وتجاربها
وأعتقد أن ارتداء الأقنعة أصبح أمرا طبيعيا عند الناس والغريب أنهم واضحون وضوح الشمس ويراهم من حولهم على حقيقتهم التي لا تنفع معها أقنعة ولا تحايل ولا نفاق وبعضهم يعلم ذلك … أن الناس تراهم على هيئتهم الحقيقية وبالرغم من ذلك تراهم منطلقين وسعداء بأنفسهم ويصدقون كذبهم وخداعهم
الذي يثير دهشتك أن هؤلاء من الدنيا ما يشتهون ويصلون إلى ما يريدون .. حقا نحن نعيش عصر العجائب
العجيب أنهم يسترسلون في الكذب ويدعون الصدق ويتمادون في النفاق وهو محفور فوق حروفهم التي ينطقون بها ومرسوم على وجوههم الفضيلة والشرف
فتصل لمرحلة أنك تضحك من داخلك وهم لا يشعرون وتحاول أن تقنع نفسك بأن هذا أمر طبيعي
لكنني على ثقة أن هؤلاء حتى وإن حازوا النصيب الأكبر من الدنيا وحققوا ما تمنوا منها فهم ليسوا سعداء أبدا لأنهم يتطلعون للمزيد دائما فلا تشبع أنفسهم
فا انا علي ثقة أننا أسعد منهم لأنهم حرموا مما أنعم الله عليك به وهو الرضى وراحة البال.