مقالات

سر الفوز بالعشر الأواخر وليلة القدر

بقلم /زْبَيدِة الُِخـشت

ها هي العشر الأواخر من رمضان، عشر الاجتهاد والجد، كما كان يفعل ﷺ، وكما كان حال الصحابة رضوان الله عليهم، وكما ينبغي لنا أن نكون، لكن للأسف الشديد قد يقع الكثير منا في بعض الأخطاء التي ربما تفوت عليهم الكثير من الثواب الجزيل، ومن هذه الأخطاء:

 

أولًا: الانشغال بالدنيا في هذه العشر الفاضلة، كالتسوق مثلًا ومشتريات العيد، وهذا خطأ عظيم، فليس من الحكمة أن ننشغل عن الأوقات الفاضلة التي فيها ليلة القدر التي قال الله فيها: {خير من ألف شهر} [القدر:3] وأيضًا الانشغال عن القيام والتهجد، وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين، والواجب أن يحاول الإنسان أن يقضي حاجته من الشراء الضروري بأقصى سرعة ممكنة، وبأوقات النهار؛ حتى يتفرغ في ليال العشر الأواخر من رمضان للعبادة.

 

ثانيًا: اعتقاد أن ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين دائمًا وأبدًا وليس أي ليلة أخرى: والصحيح أن ليلة القدر أخفاها الله لحكمة أرادها وحتى يجتهد المسلم في العشر الأواخر من ليالي رمضان كلها؛ طلبًا لهذه الليلة المباركة.

فإن قيل أن النبي ﷺ أمرنا أن نتحرى ليلة القدر في ليلة سبع وعشرين، فالجواب: أنه ﷺ قال أيضًا: «إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر» وقال: «تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر». وقال: «تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين». وقال: «اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». فهذه الأحاديث أفادت أن ليلة القدر متنقلة في أوتار العشر الأواخر.

 

ثالثًا: عدم الاهتمام بالعبادة بعد ليلة السابع والعشرين من رمضان، أو بعد ليلة ختم القرآن بالمسجد الذي يصلي فيه المسلم: وهذا من أعظم الضرر، فإنما الأعمال بالخواتيم، والمولى عز وجل له في كل ليلة عتقاء من النار، وربما كانت ليلة عتقك من النار هي آخر ليلة من رمضان.

 

رابعًا: الاهتمام بالليالي الوترية دون غيرها: إنما الإنسان الحريص على الفوز بليلة القدر والعتق من النار وتكثير الحسنات، هو من يجتهد في الليالي العشر كلها؛ حتى يحصل عنده اليقين القاطع بتحصيل ثواب قيام ليلة القدر.

 

بلغنا الله وإياكم ثواب رمضان وثواب ليلة القدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى