من سرداب التاريخ قريه قنتير محافظه الشرقية
بقلم إيمان الغندور
هي واحدة من القرى المصرية الأكثر غرابة وغموضاً، حيث تعوم القرية على مدينة أثرية كاملة في باطن الأرض، يُقال أنها تعود لعصر سيدنا موسى عليه السلام، حيث تؤكد الكثير من الروايات المتوارثة والشواهد الأثرية العديدة أن نبي الله موسى ولد في هذا المكان، وأن بقايا قصر فرعون يقع تحت المنازل الريفية القديمة، أما البحر الذي ألقي فيه موسى فقد انحسرت ماؤه ولا يزال يحمل اسم “بحر مويس”.. أهلا بكم إذن في قرية “قنتير” التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، التي يرجع تاريخ الحياة فيها لأكثر من 3500 عام، حيث كانت هناك حياة في هذه القرية، وكانت هناك قصور وقلاع ضخمة لا تزال بقاياها متناثرة في قلب الأراضي الزراعية، في حين يعثر الأهالي باستمرار على لوحات أثرية مكتوبة تحمل رموزاً لا أحد يعرف معناها وجعارين صغيرة مبعثرة في الأرض..
أنها عاصمة الملك رمسيس الثاني برعمسيس في محافظة الشرقية
والتي وصفتها أحد البرديات كما جاء في موسوعة الدكتور سليم حسن
أنت السفينة الرئيسية، والمقمعة التي تهشم، والسيف الذي يذبح سكان الصحراء، والسكين الطيعة، والذي نزل من السماء، والذي ولد في «هليوبوليس»، ومن كُتبت له الانتصارات في كل أرض! ما أسعد يومًا من أيام عصرك، وما أجمل صوتك عندما تتحدث، وأنت تشهد أنك قد شيدت «بررعمسيس-محبوب آمون»، والجبهة الأولى لكل أرض أجنبية، ونهاية مصر، والمدينة ذات الشرفات الجميلة، الساطعة بالقاعات من اللازورد والزمرد، ومسرح خيالتك، ومحاط مشاتك، ومرسى سفن جنودك، وهم يحضرون لك الجزية، المديح لك عندما تخرج بين فِرق رماتك ذوي النظرات المفترسة، والأصابع الملتهبة (حماسًا)، ومن يتقدمون عندما يرون الأمير واقفًا يحارب، وعندئذ لا تستطيع الخيالة أن تقف أمامه، وأنهم يخافون بطشك يا «بنر رع» محبوب «آمون»، وأنك ستبقى مثل بقاء الأبدية! وإن الأبدية ستمكث كما تمكث، وأنت ممكن في مكان والدك «رعي حور اختي».
وأخيرًا لدينا وصف لهذه العاصمة جاء في بردية أخرى (راجع J. E. A. Vol. V, p. 187)، فاستمع لما جاء فيها:
بداية ذكر انتصارات رب مصر: لقد شيد جلالته لنفسه قلعة اسمها «عظيمة الانتصارات»، وتقع بين «زاهي»، وأرض الدميرة (مصر)، وهي تزخر بالطعام والمؤن، وهي مثل «أيون» الوجه القبلي (أرمنت؟)، وبقاؤها مثل بقاء «منف»، والشمس تشرق في الأفق منها، أو تغرب (ثانية) فيها، وقد هجر كل إنسان بلدته، وسكن في إقليمها، وحيها الغربي هو «بيت آمون»، وحيها الجنوبي هو «بيت سوتخ»، والإلهة «عشتارت» في شرقها، والإلهة «بوتو» في حيها الشمالي، والقلعة التي فيها مثل أفق السماء، و«رعمسيس مري آمون» فيها إله؛ وهو «منتو في الأرضين» بمثابة مبلغ، و«شمس الأمراء» هو الوزير (نعتان للفرعون «رعمسيس الثاني»)، وبهجة مصر، ومحبوب «آتوم» هو العمدة (فيها)، والأرض ترحل إلى مكانه، ورئيس «خيتا» العظيم يرسل إلى رئيس بلاد «قدي» (قائلًا): استعد ودعنا نسرع إلى مصر، ونقول: «إن إرادة الإله تعلو»، دعنا نتحدث برفق ﻟ «وسر ماعت رع»، فإنه يمنح النفس من يشاء، وكل أرض مفعمة بحبه، و«خيتا» في قبضته وحده، ولا يتسلم عطاياه غير الإله، وأنها لا ترى ماء السماء؛ لأنها في قبضة «وسر ماعت رع» الثور الذي يحب الشجاعة.