مقالات

فقدان الشغف

 

بقلم /زبيدة الخشت

فقدان الشغف هو فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها، مثل الهوايات، وتناول الطّعام، الذهاب للعمل وغيرها من الانشطة التي كان يقوم بها بحب ونشاط ، حيث تنعدم القدرة على الشعور بالسعادة عند ممارسة الأمور التي كانت مصدر بهجة في وقت سابق.

أسباب فقدان الشغف:

الإرهاق: مهما بلغ اهتمامك بأمر ما، عندما تعمل بجهد كبير أو لفترة طويلة جدًا أو دون دعم كافٍ، فقد ينقلب شعورك إلى الضدّ، ويؤدّي كل ذلك إلى الشّعور بالإرهاق والإحباط وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها.

الإجهاد: يمكن أن يؤدي التعب المزمن إلى الشعور بالإجهاد الجسديّ والعاطفيّ، مما يجعل من الصعب عليك أن تحس بالمتعة خلال ممارستك لأنشطتك المفضلة.

التغييرات الحياتيّة:

يمكن أن ينتج عن بعض الأحداث الصعبة التي قد تؤثّر على مجرى الحياة، مثل الانفصال عن الشريك أو البطالة أو الانتقال إلى مكان غير مألوف، تغيّر في الأولويات أو الاهتمامات، مما قد يؤدي إلى فقدان الشغف بالأشياء التي كانت مهمة لك في السابق.

غياب التحدي: إذا لم تعد تواجه تحديات أو ما يعرف أيضا بالتحفيز، خلال أنشطتك المفضلة سابقًا، فقد تبدأ في الشعور بالملل منها أو تفقد الاهتمام تجاهها.

الاضطرابات الصحية: يمكن أن تؤثر مشاكل الصّحة البدنيّة أو العقليّة على مستويات الطّاقة والمزاج والرغبة في الممارسة، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الشغف.

التجارب السلبيّة: إذا حصلت على نتائج أقل من توقعاتك أو مررت بأحداث غير سارّة تتعلّق بنشاط كنت تستمتع به، فقد يتسبّب ذلك بطريقة غير مباشرة في فقدان الشغف.

التغير في القناعات: بينما تنمو شخصيّاتنا وتتطوّر، ونكتسب قيما ومعتقدات جديدة، قد تتغير معها أولويّاتنا، مما يؤدّي إلى فقدان الشغف بالأشياء التي كانت مهمّة بالنسبة لنا في السابق.

لكن مع ذلك، من الضروري أن تتذكّر أن فقدان الشغف هو حالة عاديّة وشائعة بين الناس، بما معناه أنها قد تحدث لأيّ شخص، ولا يعني فقدان الشغف بالضرورة أن هناك أي مشكلة تستدعي القلق، ولا يتطلّب منك البحث عن علاج دوائي وجلسات نفسية إلا إذا كانت حالة مرضية كالاكتئاب.

كيفية علاج فقدان الشغف:

خذ قسطًا من الراحة: في بعض الأحيان، كل ما تحتاجه هو بعض الوقت بعيدًا عن نمط حياتك المعتاد، لإعادة شحن طاقتك واسترجاع تركيزك، وخذ في عين الاعتبار الابتعاد لمدّة معينة عن أنشطتك المعتادة واستكشاف هوايات أو اهتمامات جديدة أو قم ببساطة بالاسترخاء وإعادة التواصل مع ذاتك.

ذكر نفسك بأولوياتك: قم بإعداد قائمة في ذهنك أو على الورق، بقناعاتك الأساسيّة وما هو مهمّ بالنسبة لك وما سبب أهمّية هذه الأمور، ويمكن أن يساعدك هذا التمرين على تحديد وتغيير الأنشطة بما يتوافق مع قيمك وبذلك تعيد إحياء شغفك من جديد.

جرب أشياء جديدة: خلال فترة ابتعادك عن أنشطتك المعتادة، قم بالاطلاع على الأنشطة أو الهوايات التي أجّلتها أو ربما نسيتها، لكن لطالما كنت مهتمًا بها ولم يكن لديك الوقت أو الفرصة لتجربتها، ويمكن أن يساعدك هذا التمرين في اكتشاف اهتمامات ومصادر سعادة جديدة.

قم بتحديد أهدافك: يمكن أن يكون لتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها دور في توليد دوافع جديدة في ذاتك وإعطائك إحساسًا بالتحدّي والتحفيز، وبالطبع عليك التأكد من توافق أهدافك مع قيمك واهتماماتك.

مارس الرعاية الذاتية: قد يساعدك الاهتمام بصحتك الجسديّة والعاطفيّة على الشعور بمزيد من النّشاط والحماس، ويمكن أن يشمل ذلك أمورا قد تتطوّر لتصبح هوايات بحدّ ذاتها، مثل ممارسة الرياضة وإعداد الأكل الصحي وتمارين التأمّل.

ابتعد عن السلبيّة: في بيئة عمل أو أسرة أو حتى مجتمع لا يقدر جهودك وتضحياتك، لا تجعل كلامهم يؤثر فيك وكن واثق من نفسك. وحاول النظر إلى اهتماماتك من منظور جديد.

تقرب إلى الله بالصلاة والدعاء والمداومة علي الأذكار فهي من أهم خطوات علاج فقدان الشغف واحساس السعادة والراحة النفسية.

ولابد أن نؤكد على أن الشغف بالحياة والأهداف يأتي حينما تكون صادقًا مع نفسك، وتفعل ما يلهم عقلك فعل الصواب، عندما يكون ما تفعله متوافقًا مع طبيعتك، ستكتسب طاقة إضافية تعطي للحياة معنى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى