العرض المسرحى رحلة الثأر و العذاب
كتب رضا عواد
وراء كل ثأر رحلة من عذاب لا ينتهى .
فى إطار المهرجان الأقليمى لأقليم شرق الدلتا الثقافى قدمت فرقة المنصورة القومية العرض المسرحى رحلة الثأر والعذاب للكاتب أبو العلا السلامونى ومن إخراج محمد عبد المحسن .
يتحدث العرض عن أمرؤ القيس الكندى وهو شاعر جاهلى من أصحاب المعلقات ولأثراء المعلومات التاريخية فهو إسمه جندح او حندج بن حجر بن الحارث وينتهى نسبه الى ربيعة التغلبى والد الزير سالم … لقب بعدة القاب ومنها الملك الضليل وذى القروح عاش فى نجد ومات فى أرض الروم تحديدا فى مدينة أنقرة .
العرض تحدث عن رحلة ثأر امرؤ القيس لمقتل أبيه على يد قبيلة أسد على الرغم أنه كان لا يضع ملك أبيه نصب عينيه ويعلم جيدا أن الحرب لها اثارها المدمرة على الجميع ولكنه يجد نفسه مدفوعا ممن حوله للأخذ بالثأر ليقول قولته الشهيرة ضيعنى صغير وحملنى دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا أمر.
دعونى أعترف أننى لم أسمع لغة عربية منضبطة مثل لغة الممثلين بالعرض .. اجادوا فى استخدام اللغة إلى حد البراعة
على مستوى العرض فقد تم تقديمه بطريقة بلافواصل فليس هناك بلاك كامل على المسرح ويتم تبديل الديكور بينما مشهد آخر يتم فى بؤرة محددة .
أيضا رغم إن الصورة كانت فقيرة فى بعض الأحيان وخصوصا مشاهد القبيلة كون الديكور قطع مجردة إلا انها اتسمت بالثراء فى مشاهد أخرى عند تبديل الديكور
إتفاق بعض المشاهد مع المرويات التاريخية كان جيدا ولكن هناك مغالطات تاريخية عديدة أيضا مثل استنجاد امرؤ القيس بقيصر وهذا لم يحدث ولكن من ساعده كان الملك ذى جذان الحميرى .
وأيضا مشهد العباءة حيث ان هناك قصة تقول أن امرؤ القيس عبث مع احدى الأميرات الروميات فاهداه قيصر عباءة مسمومة اودت بحياته على الرغم من تأكيد عدة روايات انه مات بسبب الجدرى .
الأضاءة كانت جيدة جدا وكحال معظم عروض المهرجان كانت مجاميع الاستعراض ركنا أساسيا ولكن كان يغلب على المجموعة قلة التدريب أو من الممكن الإرهاق.
الأشعار توافقت بشكل جيد مع حالات المشاهد وحتى استخدام أشعار نجيب سرور وأمل دنقل توافقت مع رؤية المخرج بأن كل المعارك لها ضحايا ليس لهم ذنب وأن لعبة الثأر ليس بها منتصر وخلف كل طاغية طاغية أكبر .
اداءات الممثلين كانت اكثر من رائعة واستمتعت بها بشكل شخصي ومنهم على سبيل المثال لا الحصر
هالة عيد _ أحمد رجب _ هبة جمال _ دعاء عبد الباقى والرائع الذى جعلنى أقف له أكثر من مرة لجمال اداؤه محمد بحيرى .
فى النهاية كانت مسرحية جيدة جدا وليست عرضا وشتان الفارق ما بين هذا وذاك