في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي “تأزم العلاقات بين الإخوة والأخوات “
الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ، هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجودهم في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليهم .
فإن زرتني زرتك
وإن أعطيتني أعطيتك
وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك !!
فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء ، لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات .
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك أو لزوجكِ ، ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ، ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك ، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج ، والأبناء والبنات ، وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .
لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ، وأن يدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد .
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدبُّ بينهم وأنت تتحسر عليهم .
روعة الأخوة أن تُشعر أختك أو أخاك بقيمتهم في حياتك ، باشتياقك لهم ، بأن أمرهم وهمومهم ومشكلاتهم تعنيك ، بأن دموعهم تنحدر من عينيك قبل أعينهم ، أن تسندهم قبل أن يسقطوا ، أن تكون عكازهم قبل أن يطلبوا منك ذلك .
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ، ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة ، ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك .
أنتم إخوة وأخوات ، حملتكم الرحم نفسها ، وأرضعتكم الأم نفسها ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسها ، واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ، ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير ، فالدم الذي يسري في عروقك سيُشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها .
فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل شيء في هذه الدنيا ، فكل شيئ يمكن تعويضه ، ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم ..