ثقافة وفن

روايه أحببت شبحاً

روايه أحببت شبحاً

تكتبه: هدى هاشم
الجزء الثاني
دقت روح على باب الشقه وهي تنادي بشقاوتها المعهوده: ماما انا جيت يا ست الكل ماما فينك يا ست الحبايب توقفت وهي تشعر بامر غريب فامها تعرف صوت اقدامها وتنتظرها دوما قرب الباب ولاول مره لا تراها عند دخولها بحثت عن امها بقلق دخلت حجرات الشقه وهى تلهث كانها تجري وحيده في سباق مرعب شعرت بالفزع فامها لا تخرج ابدا حتى طلبات المنزل تشتريها روح شهريا حتى لا تتعب والدتها ثم فتح الباب فجاه ورات والدتها تدخل وعندما رات روح ارتبكت قائله: جيتي امتى يا قلب ماما

روح: من خمس دقائق قلقتيني كنت فين يا ماما الام وهي تجمع شتات نفسها وتتحدث بارتباك: ابدا كنت بمشي رجلي شويه زهقت من القعده لوحدي نظرت لها روح بتشكك: غريبه اول مره يعني تخرجي لوحدك ردت الام بمرح مصطنع: ايه يا بنت هتحاسبيني وتغيري عليا ولا ايه يلا يلا نتغدى انا جعانه وتحركت نحو المطبخ وكانها تفر من امامها شعرت روح بان هناك امر غير سليم والدتها تكره مغادره المنزل اذا لماذا خرجت وما سبب ارتباكها لكي تقوم بتغيير ملابسها اما الام

فدخلت المطبخ ثم استندت للحوض تبكي في صمت كيف تخبر صغيرتها لمرضها اللعين هذا المرض الخبيث لا تعلم متى تسلل لدمها لتصاب باللوكيميا هل ستكسر فرحه عمرها بهذا الخبر لا ستمضى وحدها في رحله العلاج وتحاول تاجيل الخبر حتى حين وليقضي الله امرا كان مفعولا

بعد مرور شهرين روح الاستاذ منير طالبك حالا في مكتبه قامت روح مسرعه قائله لصديقتها الوحيده ورفيقه دربها وشريكتها في شغفها بقسم المونتاج ما تعرفيش هو عايزني ليه ردت عليها نهله: والله يا روح ما اعرفش علمي بس هو طالبك ضروري خير ان شاء الله نزلت روح للطابق السفلي مسرعه وهي لا تدري لماذا يطلبها رئيسها في العمل على وجه السرعة 

تركت الباب ودخلت بادب ولكنها تسمرت مكانها عندما وجدت جارها استاذ مصطفى يسال عنها شعرت بالخوف وهي تساله بصوت مرتعش: عمو مصطفى خير فيه ايه مصطفى: بدور عليك من الصبح يا روح كل اللي اعرفه انك بتشتغلي في مبني الاذاعه والتلفزيون سكت وهو يحاول ان ينتقي كلماته ولكن قلبها كان قد تحطم عندما اكمل: والله مش عارف اقول لك ايه بس والدتك تعبانه شويه

ردت روح بفزع قد شعرت ان والدتها بخطر: مالها ماما في ايه اكمل مصطفى متلجلجا: والله المدام بتاعتي كانت بتكلم مامتك في الشباك وفجاه اغمى عليها كسرنا الباب ونقلناها المستشفى لم تنتظر ليكمل بسرعه تجري نحو مكتبها اختطفت حقيبتها وهي تنتحب واسرع مصطفى يلحق بها راها يحيى تبكى شعر بغصه فى قلبه نادى عليها بلهفه: فى ايه ياروح مالك

اجابته باكيه: ماما فى المستشفى لازم اروحلها حالا
يحيي: طيب تعالى بسرعه اوصلك لحق بها مصطفى فركبوا جميعا وقد انضمت لهم نهله التى رفضت ان تتركها وحدها
كان يحيي يلتهم الطريق بسيارته مدفوعا ببكاؤها الحاد الذى يمزق نياط قلبه فوصل فى زمن قياسي لا يتناسب مع ازدحام طرقات العاصمه ولكنه الحب ياساده
وما ان وصلت روح لغرفه امها حتى انهارت فلقد وجدتها شاحبه طريحه الفراش وتلهث بشدة:
الام: سامحيني ياروحى سامحيني يابنتى اني خبيت عليكى مقدرتش ازعلك ياقلبي سامحيني مكنتش عاوزه اسيبك في الدنيا لوحدك بس مش بأيدي يانور عيوني

روح وهى تنتحب بقهر: لا يا ماما انت هتخفي وهتبقي كويسه ايه يا ستي بتجربي خوفي عليك انا والله خايفه عليك ده انت روح الروح يا ماما

ردت الام وهي تلهث بشده: سامحيني يا بنتي ربنا يرضى عليك زي ما انا راضيه عليك يا قلبي اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله

وغاب عنها نور الحياه ولم يبقى الا صرخات روح التي سقطت بجوار سرير والدتها تماما بين ذراعي يحيى الذي تلقاها بلهفه وهو يصرخ وينادي عليها وهي غائبه عن الوعي.

جلست روح في ظلام دامس يغلف كل ارجاء المنزل تبكي وتستند بظهرها للحائط وتضم ركبتها لصدرها الى ان سمعت صوت مفتاح الباب والباب يفتح فوقفت صارخه: ماما انا هنا يا ماما انا هنا ولكن صدمتها عندما رات نهله رفيقتها من تدخل الشقه جرت اليها وهي تبكي بعنف: نهله انا تعبانه قوي يا نهله

ردت نهله: قلبي وجعني قوي عليك كنت حاسه بيكي عشان كده اخذت مفتاح المرحومه مامتك معايا عشان اطمن عليك كل شويه روح: ليه يا نهله ليه خبت عليا مرضها

نهله: خافت عليكى من الصدمه والالم والحزن ادعيلها بالرحمة.
روح: انا مش عارفه اعيش من غيرها.

نهله: لاء ياروح هى متحبش كده هى كانت ديما تحب تشوفك سعيده والا مكنتش خبت عليكى مرضها.

الى هنا وانهارت روح فعلاوهى تصرخ وتحطم كل ما يصل ليديها من اثاث حتى سقطت بلا وعى صرخت نهله واستغاثت بالجيران ونقلوها لاقرب مستشفى وقد شخصها الطبيب بأنهيار عصبي حاد وحذر من تعرضها لاى ضغط نفسي فقد تنهار وترفض الحياه او تحاول ايذاء نفسها

رقدت روح لعده ايام رافضه للحديث او تناول الطعام ترفض مقابلة نهله ويحيى ولا تريد من نور الحياه شيئا ولا ترى امامها الا صوره قبر والدتها وقررت ان تذهب لها فخرجت ليلا متسلله من المستشفى هامت على وجهها لا تدري بنفسها الا وهي تبكي امام قبر امها

تناجيها الا تتركها وحيدا ولم تدري بنفسها الا وهي تسمع صوتا خلفها استدارت فاتسعت عيناها ذعرا في رعب شديد حيث رات خلفها ذئبا بشريا ينظر لها بعيني ذئب وجد فريسه سهله بلا عناء على طبق من ذهب ودار بخلدها كل الافكار السيئه مما دفعها للصراخ بشده فاندفع نحوها المجرم قائلا: بتصرخي ليه يا قطه حد برضوا يجي هنا في وقت متأخّر زي ده يا اهلا يا اهلا رزق وجالي لحد عندي.

صرخت روح بفزع شديد وهي تعلم انه يفوقها جسدا وقوه اخذت تصرخ بهلع وهي ترتد بظهرها للخلف فجاه اتسعت عينيها هلعا وشهقت برعب حيث رأت شابا يقف خلف المجرم تماما ظهر من العدم وامسك به في سرعه عجيبه لم يستطيع المجرم ان يلتفت ليرى من خلفه كل ما سمعته روح قبل انهيارها ارضا هو صوت المجرم يصرخ بكل رعب الدنيا ثم اظلم كل شيء.

فتحت روح عينيها الحزينه بعد فتره بثقل لتجد نفسها في المستشفى وبكل عظامها تأن ألما وكانها كانت تحارب بجسدها الشياطين طوال الليل ثم تذكرت المجرم فهبت جالسه وهي لا تعي كيف عادت لغرفتها بالمستشفى ثم لم تدم حيرتها طويلا حيث دخلت نهله من الباب بنظرتها المعاتبه قائله: كده ياروح برضوا تعملي فيا كده؟

روح: ايه اللي حصل يا نهله انا مش عارفه انا… قأطعتها رفيقتها قائله: انتى ايه بس انتى ايه اللي وداكي المقابر بالليل يا روح ده انا بخاف اروحها لوحدي بالنهار انتى تروحي بالليل ده لولا الرساله اللي بعتيها لي ما كانش حد عرف مكانك

روح: رساله ايه انا ما بعتش اي رساله ليكي
نهله: اومال انا عرفت مكانك ازاي اهي الرساله فتحت تطبيق الوتساب وهي تقرا الرساله لروح( انا عند قبر ماما الحقيني يا نهله بسرعه) روح بذهول: مش ممكن انا ما كانش معايا الموبايل اصلا ده فاصل شحن من ساعه ما جيت هنا.
واخرجت هاتفها بلا شحن نهله: امال مين اللي بعت لي الرساله دي
روح بخوف: غريبه فعلا وسرحت ببصرها وهي شارده تفكر هل الشاب الذي راته بالمقابل يصارع المجرم هو من ارسلها ولكن كيف وهي لم تحضر هاتفها معها اذا من حملها للمستشفى وارسل الرساله؟ وماذا حدث للمجرم بالمقابر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى