مقالات

انين صمت

 

بقلم مروه عدلي

 

قالت و هي تصافحني في لحظة وداع حزينة:لماذا لا نبقى أصدقاء مازلت عزيزاً على نفسي.. ولن أنسى أنني أحببتك وأنك ملكت قلبي الذي لم يفتح أبوابه لغيرك.. وكل شيء كما يقولون نصيب..وإذا كان القدر قد كتب علينا الفراق فلا أقل من أن يكون رحيماً بنا ويبقينا أصدقاء.. وسوف تكون صديقاً قريباً إلى قلبي.. قد ألجأ إليك في محنة أو ساعة ضيق…

 

قلت:أتمنى أن أكون لك صديقاً..فهناك أشياء كثيرة ربطت بيننا غير الحب.. كان بيننا حوار ممتع وجميل وإحساس دائم بالآخرين.. ورغبة شديدة في العطاء .. وكنت أجد نفسي دائماً فيك..

 

كل هذه الأشياء يمكن أن تكون طريقاً للصداقة.. و لكنني أشعر أن هذا ليس وقتها على الإطلاق.. من الصعب أن يكون الإنسان مالكاً لبيت..ثم أطلب منه أن يكون مستأجراً لغرفة فيه.. من الصعب أن يكون الإنسان هو كل شيء عند إنسان آخر ثم يصبح بين يوم وليلة واحداً من العشرات الذين قد نسأل عنهم حينما نريد ذلك…

 

إننا لم نفترق لان احدنا تنكر للآخر أو تخلى عنه.. و لكننا افترقنا و كلانا أحوج ما يكون للآخر.. فالناس يترك بعضهم بعض حينما تتقطع خيوط الود و تتكسر مشاعر الحب .. ولكننا نفترق بسبب الظروف..

 

لقد جمعنا الحب و فرقتنا ظروف الحياة.. فلم نجد مكاناً يحتوينا و يلم أشلاء مشاعرنا المبعثرة على الطرقات..

 

كانت الظروف أقوى منك ومني ..

إن عذابي أضعاف عذابك .. وحزني أكبر من كل أحزانك..

لهذا لا أستطيع أن أصبح صديقاً بعد أن كنت بالأمس حبيباً…

 

قالت: إنني لا أريد أن أخسرك تماماً.. أريد أن احتفظ بشيء ما منك.

 

قلت: في الحب لا نستطيع أن نبقى من الأشياء جزءاً.. انه الشيء الوحيد الذي لا يقبل المساومة و أنصاف الحلول.. فأما نحب أو لا نحب .. وليس في الحياة نصف حب…

 

قالت: و لكن بعض الناس قادرون على تحويل الحب إلى صداقة.. فلماذا لا نفعل ذلك ؟..

 

قلت : أنا أعرف ذلك .. و لكنني لست من هؤلاء .. أعرف صديقاً كان يحب امرأة و أصبحت الآن صديقته.. و كنت أراها تحكي له عن أخبارها و مغامراتها.. وكنت أشعر أحياناً وهما يتحاوران أن كليهما يمارس كذبة كبيرة على الآخر.. وأنا لا أحب الكذب في القول.. فكيف أمارس الكذب في المشاعر ؟..

 

قالت: أعطني فرصة كي أكون صديقة .. و بعد ذلك نقرر معاً إما نفترق تماماً أو نبقى أصدقاء.

 

قلت: أنا على استعداد أن أجرب مع أشياء جديدة و لكنني لا أمارس التجارب مع ذكرياتي.. لأنها عمري الذي لا استطيع أن أعيشه مرة أخرى..

 

قالت: الصداقة إحساس جميل..

 

قلت: ذكرياتي معك ستكون أجمل..سوف تتخلص الأشياء من كل الشوائب فيها .. و سوف تتجرد و تتلاشى و تصبح ظلالاً نراها من بعيد, و نعيش فيها و إن كانت ذكرى, و نراها و إن كانت أطياف زمان رحل..

 

الصداقة شارع كبير يجمع الناس جميعاً, و الحب غرفة صغيرة تجمع أسرارنا..

 

قالت: دعنا نجرب أسبوعاً واحداً..

 

قلت: كانت سعادتي دائماً أن أفعل شيئاً ترغبين فيه..

و لكنني هذه المرة لا أريد لنفسي ذلك .. إن في أجندتي عشرات الأصدقاء..و لكن قلبي لا يعرف غير عنوان حبيب واحد .. و أنا لا أريد أن أغير العنوان..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى