بالصور.. حوارية (مركز العرب) تناقش فكرة عقد النكاح للشرفاء الحمادي وتؤكد أنه يساهم في بناء المجتمع
كتبت هدي العيسوي
أطلق مركز العرب للأبحاث والدراسات أولى الندوات الشهرية لعام 2024 تحت اسم (حوارية العرب) التي ناقشت كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع)، للمفكر العربي علي الشرفاء الحمادي، الذي يطرح ويعالج أزمة الطلاق وفق ما جاء في التشريع الإلهي، حتى يتم بناء مجتمع آمن ومستقر ومطمئن ومحصن من الفتن والمكائد، وذلك عبر تكوين أسرة متماسكة، يربى فيها الأبناء على القيم الإسلامية الفاضلة والنبيلة، ليحققوا لمجتمعهم الإسلامي التقدم والرخاء والسلام والترابط.
عُقدت الفعالية بمقر المركز بالقاهرة، وذلك بحضور عدد من النخب الثقافية والفكرية والقانونية، إذ شهدت الفعالية حضور الدكتورة فينوس فؤاد وكيل أول وزارة الثقافة في مصر، والدكتور راندا فخر الدين استشاري أمراض النساء والمتخصصة في معالجة مشاكل المقبلين على الزواج والتوعية الأسرية، والدكتور ماهر عوضين المحامي بالنقض والحاصل على الدكتوراه في القانون والمحكم الدولي المعتمد، والدكتورة بسمة سعيد الباحثة في علوم الاجتماع، وبحضور فريق مركز العرب من الباحثين في تخصصات مختلفة وهم: محمد فتحي الشريف، والدكتورة دينا محسن، وعبدالغني دياب، وعلي فوزي، ورضوى مسلم، وإيمان سعيد، وداليا فوزي، وعاطف ونس، ومحمد عبدالله، وعمر عبدالله، وأدارت الفعالية الإعلامية الكبيرة كريمة الحلفاوي رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام بمركز العرب.
كريمة الحلفاوي: الطلاق الشفهي أحد معاول هدم الأسرة
بدأت الفعالية بكلمة الإعلامية كريمة الحلفاوي التي تحدثت عن الكتاب وعن أزمة الطلاق، إذ قالت إن كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع)، يعد امتدادًا للركائز الفكرية التي انطلق منها المفكر العربي الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي في طرح ومعالجة عدد من القضايا الاجتماعية المرتبطة والمسببة بشكل مباشر في الأوضاع التي يعيشها المجتمع العربي من تردٍ وتراجع وفرقة.
وأضافت الحلفاوي قائلة إن كتاب (الطلاق يهدد أمن المجتمع)، يحظى باهتمام غير مسبوق من المفكرين والمثقفين وعلماء الاجتماع في الوطن العربي، لما له من أهمية كبرى في تحقيق الاستقرار الأسري والتخلص من الطلاق الشفهي الذي يعد أحد معاول هدم الأسرة العربية.
الشريف: الطلاق يدمر الأسر
ثم تحدث محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب عن الطلاق قائلًا: الطلاق في أبسط تعاريفه هو التحرُّر من الشيء والتحلُّل منه، وطلاق المرأة من زوجها هو خروجها من عصمته، ويعني بهذا إزالة عقد النكاح الذي يربط الرجل بالمرأة، بعيدًا عن المصطلحات التي أدخلت على الطلاق من خلال الفقه وأنواعه.
الصراع وضياع النشء
وأضاف الشريف: إن الطلاق هو إحدى المشكلات الحقيقية التي تهدد المجتمع، لأنها تضع الأسرة في وضعيات غير سوية، وتتسبب بشكل مباشر في تقطيع أوصال المجتمع، وتخلق جيلًا مشوهًا يساهم في نشر الجهل والجريمة والأنانية، لأن هذا النشء ولد وعاش في صراع بين الأم والأب بسبب الانفصال والطلاق.
صرخة لمعالجة الخلل
وتابع الشريف قائلًا: لقد أطلق الشرفاء الحمادي في هذا البحث صرخة مدوية موجهة لكل أصحاب الفكر والثقافة وكل الراغبين في تقدم واستقرار المجتمع العربي، لعلاج هذا الخلل الذي يهدد أمن المجتمع العربي بشكل عام والأسرة هي محل العلاج.
فينوس: الأسرة أولى لبنات البناء
من جانبها قالت الدكتورة فينوس فؤاد وكيل أول وزارة الثقافة المصرية إن الأسرة هي النواة والركيزة الأساسية ولبنة البناء الأولى للمجتمع، وتفكك الأسرة والصراع بين الأب والأم بعد الطلاق يخلق أسرة هشة لا تساهم في بناء المجتمع، لذلك سوف أطرح التشريح المنطقي الذي وضعه الكاتب وكيف تغافلنا عن معالجة الخطاب الإلهي لتلك الأزمة من خلال تشريع إلهي محكم بعيدًا عن أهواء رجال الدين الذين نجحوا من خلال فتواهم في هدم الأسرة العربية والإسلامية والنيل منها حتى أصبح وضعنا هكذا.
بسمة سعيد: الكتاب يضع معالجات منطقية
فيما قالت الدكتورة بسمة سعيد، إن الكتاب يرصد المشكلات الحقيقية التي تحدث عقب الطلاق، بالإضافة إلى وضع الكاتب معالجات منطقية لتلك الأزمة بشكل تنويري مستند على التشريع الإلهي.
وأضافت: ارتكز الكتاب على عدد من الأسس التي عالجت الطلاق كما جاء في القرآن، والتي بدأت بمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الطلاق، وفي النظر إلى الأسباب تأتي المعالجة.
راندة فخر الدين: الكتاب عالج التغافل عن القاعدة الأساسية للتشريع
فيما قالت الدكتورة راندة فخر الدين: إن الكتاب عالج أطرًا كثيرة يجب النظر فيها، منها أولًا: المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات التي أغفلها الخطاب الديني عندما اتبعوا فتاوى وخرافات لرجال دين كلهم من الرجال دون النساء.
ثانيًا: تغافل الناس عن القاعدة الأزلية في التشريع الإلهي التي وضحت المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وتقسيم الواجبات عليهما بين القوامة والإنفاق وحماية الأسرة للرجل، وفي حين اختصت المرأة بأمور وصفها الكاتب في كتابه بأنها أصعب من ما يتحمل الرجل، وهي تبدأ بالحمل وكل ما فيه من صعاب ثم الولادة والرضاعة والعناية والرعاية والسهر والتربية حتى تعد جيلًا قادرًا على تحمل المسؤولية ومواصلة الحياة بشكل يخرج لنا أجيالًا صالحة تساهم في تنمية وبناء الأوطان والمحافظة عليها لتظل سيرة متواصلة نحو إعمار الأرض بالخير والمحبة والسلام.
ثالثًا: إن التشريع الإلهي اختص النساء بسورة كاملة حوت الكثير من التشريعات الإلهية في ميدان الأحوال الشخصية، بشكل مفصل واضح لا لبس فيه، يحتاج فقط إلى الإمعان والتأني والتطبيق بالحكمة والفهم.
المستشار ماهر عوضين: لا بد أن ندرك حجم أضرار الطلاق قبل الإقدام عليه
من جانبه قال المستشار الدكتور ماهر عوضين إن أضرار الطلاق لا بد أن تكون حاضرة في ذهن المقدمين على الطلاق، فالطلاق سبب مباشر لتشتيت الأسرة وتفكيك روابط المجتمع، ولذلك علينا أن نعود إلى التشريع الإلهي والخطاب الإلهي فيما يخص هذا الإطار.
دكتورة دينا محسن: الكتاب سلط الضوء على حقوق المرأة
فيما تحدثت الدكتورة دينا محسن عن حقوق المرأة قائلة: وضع الكتاب نظرة على حقوق المرأة في الإسلام، والأضرار التي وصفت بالكارثة للطلاق، وخاصة خطورة الطلاق الشفوي، قبل أن يقدم خاتمة تلخص ما ورد فيه، ليلحق بالكتاب عقدًا نموذجيًا من مواد قانونية تلزم كلا الطرفين بواجباته تجاه الآخر، وتجاه مؤسسة الزواج.
دياب: بحث فريد يجب تسليط الضوء عليه
من جانبه قال الباحث عبدالغني دياب إن التربية الجيدة هي التي تربي جيلًا قادرًا على تحمل المسؤولية والإلمام بالحقوق والواجبات وأهمية ومحاولة تخطي عقبات الحياة من خلال الأخلاق والدين السليم الذي يدعو إلى الرحمة والسلام والحب والمودة، وعلينا أن نعالج هذا الخلل من خلال التوعية بما في هذا البحث الفريد.
فوزي: الطلاق سبب مباشر في تدمير الأسر
فيما قال البحث علي فوزي: إن أضرار الطلاق لا بد أن تكون حاضرة في ذهن المقدمين على الطلاق، فالطلاق سبب مباشر لتشتيت الأسرة وتفكيك روابط المجتمع، ولذلك علينا أن نعود إلى التشريع الإلهي والخطاب الإلهي كما قال المؤلف.
وفي ختام الفعالية أوصى الحضور بعدد من التصويت، أبرزها إعادة النظر في الطلاق الشفهي الذي يخرج عند ساعة غضب فيدمر الأسرة ويشرد الأبناء، هنا يؤكد الكاتب في ركائز مؤلفه أن الحكمة الإلهية تقرر أن الطلاق مشروع بالتراضي بين الزوجين والتشاور عند تيقنهما استحالة عيشهما المشترك، في ظروف هادئة بعيدة عن الغضب والتشنج، ولإتاحة المجال بينهما لتجاوز الخلاف فإن القرآن ينص على أن تقضي الزوجة عدتها في بيت الزوجية، وفي حال ما إذا استمر الزوجان في قرارهما يتم الانفصال مع رعاية الأبوين لأبنائهما، وقيام المطلق بواجباته نحوهم مطلقته.
كما طالبوا بتفعيل عقد النكاح الذي كان في ختام البحث، إذ يعد أمرًا مهمًّا ويحتوي على كل الأطر التي تحفظ الحقوق والوجبات.
جدير بالذكر أن مركز العرب للأبحاث والدراسات أطلق حوارية العرب ضمن مشروع بالوعي تبنى الأمم حوارية العرب، وهي جلسة نقاشية شهرية يعقدها مركز العرب للأبحاث والدراسات لتحليل أبرز القضايا العربية والدولية من كافة الزوايا البحثية بصحبة نخبة مميزة من المفكرين وقادة الرأي في الوطن العربي.