تائهه بينهما (شبح وعاشق)
بقلم /هدي هاشم
بارت ٤ الشبح يصارحها
لا لا لا لا لا كفايه بقى يا روح ده انت فلتت منك خالص قالتها نهله وهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
روح: فلتت ازاي يعني والله العظيم زي ما بقول لك.
نهله: يعني بيتكم في عفريت انسي مش هاجي لك ثاني ابدا! يا ماما.
صرخت روح: نهله كفايه هزار بقى انا غلطانه اني حكيت لك وامسكت شنطتها وقامت غاضبه الا ان نهله امسكتها معتذره قائله: خلاص بقى يا روحي ما تزعليش هو بجد ولا ايه
ردت روح: بغضب امال بضحك عليكى والله حصل والله حصل وتساقطت دموعها انهارا رغما عنها.
نهله بفزع: يا نهار اسود طب وبعدين نجيب شيخ يعني يقرا في البيت ولا ايه روح: انا خايفه يا نهله بجد انا خايفه.
نهله : طيب تعالي اقعدي عندي يومين لحد ما اعصابك ترتاح وبعدين روحي.
ردت روح بغضب: لا لا يا نهله مش هسيب بيتي .
نهله: ليه العند يعني تعالي عندي يومين مش هتخسري حاجه.
روح : لا انا هروح وربنا يستر وشردت وفى عقلها الف سؤال وسؤال.
على المكتب المواجه يحيى يراقب حديثهما وهو يشعر بالقلق بالغ على روح يشعر ان في حياتها شيء ما غامض ولكنه لا يستطيع التدخل لطالما تمنى ان يخبرها بمكنون روحه وما بداخل قلبه لها ولكنه دائما ما يصدمه واقعها الحزين يتمنى ان يصرح لها بانها هي الشمس التي تزين سماء عمره لم يشعر بالحب ولا بالحياه الا عندما راها هي الامل الذي يحيى لاجله يشعر ان حروف اسمه تعني ان يحيى لاجلها هي فقط يتمنى ان تكون عيناه شاطئ ترسو عليه سفينه عمرها الجامحه ولكنه صمت ولم يخبرها باي شيء كان يتمنى ان ياتي اليوم الذي يصارحها بحبه ولكنه يعلم ان الاوان لم يحن بعد فسينتظر يوم اعلان حبه على احر من الجمر.
اما روح فكانت في عالم اخر وهي تخطو داخل شقتها وتنظر حولها في رعب بالغ بحثت في كل ارجاء المنزل فلم تجده جلست وهي تقول: الحمد لله.
الحمد لله دائما: سمعتها روح فصرخت: بسم الله بسم الله وجدته امامها ينظر لها مبتسما فصرخت: حرام عليك عايز مني ايه قلبي هيقف انت حد مسلطك عليا وجلست تبكي في هستريا نظر لها الشبح في حنان بالغ هو لا يعلم لماذا يظهر لها لا يعلم لماذا يختلج قلبه عند رؤيتها هو ليس من عالم البشر هو من عالم اخر كان بيتها هو بيته قبل وفاته منتحرا بعد ان ضاع حبه الوحيد مع حبيبه خانته مع اقرب واحب اصدقائه وسكنت روح الشقه وهي لا تعلم بتاريخها القديم شاهد روح وهي تكبر امامه تعلق بها يشعر انها دقه من دقات قلبه يشعر انها الروح التي عادت له ليحيى حياه البشر معها لا يشعر انه شبح يشعر انه رجل وله الحق في الحب والحياه وكان اسمها هو الروح الذي ردت اليه ابتسم الشبح قائلا: روح انا مش قصدي اخوفك اهدي شويه من فضلك.
روح : امال قصدك ايه عفريت طالع لي يهزر معايا يعني.
الشبح: ما تقوليش عفريت انا مش عفريت. كان يصرخ بعنف لا يدري له سببا ارتعدت تروح مع صراخه وتراجعت للوراء فاصطدمت باحد كراسي السفره وسقطت ارضا مغشيا عليها؛ جلس بجوارها وهو لا يعلم لماذا تخاف الى هذا الحد لماذا تصرخ كلما حاول ان يتحدث اليها او يخبرها بما في قلب نحوها كيف تعلم انها حب يحيى لاجله في عمر لا يعلم كم سيدوم ومتى تنتهي ابديته لتقوم قيامته كل ما يعلمه انه يحبها بلا اي هدف الا رضاها عنه فكيف له ان يرضيها.
فتحت عينيها في بطء والم وهي تشعر بدوار يلف عقلها قامت في بطء ثم انتبهت روح : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم حاولت القيام ولكن شعرت بصداع عنيف فجلست مكانها وهي تتالم: اه يا دماغي لا حول ولا قوه الا بالله ايه الصداع الشنيع ده قامت ببطء تستند على الكرسي ثم جلست عليه ممسكه براسها تشعر انها تنفلق لنصفين جلست تفكر ماذا يحدث ولماذا يحدث لها هذا صنعت لنفسها كوبا من الشاي وجلست تفكر وتشرب في بطء هل سيظهر لها مره اخرى تشعر انه لا يريد ايذائها في كل مره تراه تشعر انه ينظر لها بعاطفه ما لا تعلمها ولكن هل هناك عاطفه بين شبح وانسان غلبها النوم فنامت وفي احلامها رات حديقه خضراء غناء وهي تلهو وتمرح بها في سعاده ثم راته ينظر لها في رقه جلست ارضا في خوف فجلس بجوارها واعطاها ورده حمراء ونظر لها في حب ورقه ثم افاقت من نومها لا تدري هل افاقت مبهوره من اهتمامه بها في الحلم هل ما راته كان من وحي خيالها ام انه يتدخل في احلامها استندت للسرير ثم فتحت عينها غير مصدقه فتحت يدها كانت بداخلها ترقد ورده حمراء جوريه صرخت والقت بها ارضا ثم التقطتها مره اخرى قائله : غريبه هو انا كنت بحلم ولا كان حقيقه؟
رد الشبح: لاء كنتى بتحلمي استدارت فراته واقفا عند باب الشرفه وقبل ان تصرخ بادرها قائلا : كفايه صريخ انا قربت يجي لي صداع رغم اني ما ينفعش يجي لي صداع اهدي وهفهمك كل شيء بالراحه ممكن شعرت بحاجه للفهم وحاجه للاستماع له فقالت: اتفضل اشرح بس من بعيد من فضلك
الشبح مبتسما: حاضر يا روحي ممكن اتكلم
تصنعت الشجاعه قائله: اتفضل اشرح بس من بعيد من فضلك
الشبح مبتسما حاضر يا روح انا اول ساكن في الشقه دي اسمي كان ضياء سكنت فيها مع امي واخويا الكبير وفي فتره من اصعب فترات حياتي توفى اخويا وامي في حادثه عربيه ضلمت الدنيا قدام عيوني كنت بموت من وحدتي في اليوم مليون مره فجاه قابلتها كانت حلم جميل دخل حياتي فجأه حب غير لي كل شيء في الحياه الالم لسعاده؛ الحزن لفرحه؛ الضلمه لنور؛ حبيتها بكل كياني كانت هي فعلا كل كياني ثم تنهد بحزن وصمت. روح بلهفه لسماع باقي قصته: وبعدين حصل ايه الشبح شاردا : اتغيرت فجأه حسيت ان في شيء غلط حبها ليا تحول لشيء ثاني شكيت تابعتها وعرفت انها تحولت عن حبي لحب اعز اصدقائي ولما واجهتهم بعد ما قابلتهم في المكان اللي شهد كل ذكريات حبنا قالت لي ببجاحه مستقبلي معاك مش مضمون لكن هو انا اضمن سعادتي معاه بفلوسه انت تقدر تقدم لي ايه سوده الدنيا في عيوني ما قدرتش استحمل الحب يتقاس بالماده انا كنت عايش في دنيتي لوحدي عايش عشانها وهي بعتني انتحرت فرقت الدنيا وانا متخيل اني هرتاح روح : وهو انت مش مرتاح الشبح مبتسما : بحزن فين الراحه وانا روحي تايهه مش قادره تستقر لكن ياروح انتى لما ظهرتى في الشقه غيرتي فيا انتى بدلتي حزني لسعاده انا برتاح لما بشوفك
رددت روح ضاحكه: هي العفاريت بتعشق وبتحب زينا ههه نظر لها ضياء: غاضبا ما بلاش حكايه عفريت دي روح: خلاص خلاص انا اسفه بس انا مش عارفه اقول لك ايه مش حضرتك عفريت برده؟
الشبح وهو يصرخ: اسمي ضياء ضياء ضياااااااء وصرخه
وهو يحرك يديه لاعلى فارتفعت مع صراخه مقاعد السفره ثم سقطت فجاه
صرخت روح وتكومت في احد ارجاء الصاله وكانت ترتعش عندما رات صوره من غضبه هابته شعرت انها مخطئه لانها اطمئنت له اقترب منها وهو ينظر لها كان لا يعلم سبب غضبه هو شبح لكنه يكره ان يسمع منها هذه الكلمه اقترب منها كانت عيناه تحمل غضبا شديدا ويشعر انه حي نظرت له وهي ترتعش لم تتحمل اعصابها نظراته المرعبه سقطت منهاره مغشيا عليها نظر لها غاضبا لماذا تخشاه هكذا هل ستقبل ان تراه مره اخرى.
عندما استيقظت روح كانت لا تعلم اين هي ماذا حدث وكيف انتقلت من الصاله الى سريرها قامت وجلست على حرف السرير تبكي انتبهت ان بلكونه حجرتها مغلقه وهي لم تغلقها انتبهت ان ستائرها نظيفه جدا خرجت للصاله وجدتها مرتبه بدقه عقدت حاجبيها وهي تفكر ماذا حدث سمعت صوتا: صباح الخير
روح وهى تصرخ: اااااه ااااااه لا حول ولا قوه الا بالله.
الشبح بعصبيه: وبعدين بقى انت هتفضلي تصرخي كده كل ما تشوفيني روح : وانت هتفضل تطلع لي كده تخوفني كل شويه قلبي هيقف في مره هموت فيها الشبح مبتسما : يا تصضريت
يتابع