
بقلم _ السيد محفوظ
إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة خطيرة، أدت إلي وفاة الكثير من الأبناء وخاصة في القري والأرياف وهي ظاهرة تناول حبة الغلة ، هذة الظاهرة تكاد تؤدي بحياة الكثير والكثير حال عدم إتخاذ موقف واضح وصريح من الحكومة في وقف تداول تلك الحبة وخاصة في الأرياف ، نظرا لأنه يتم تداولها في السوبر ماركت وليس الجمعيات الزراعية والعيادات البيطرية فقط، تلك الحبة كان يتم تداولها لأغراض زراعية فقط فهي كانت تستخدم في الماضي لحفظ القمح من التسوس ، حيث كان يستخدمها المزارعون والفلاحون في وضعها داخل الصومعة التي كانت تحفظ الغلال علي مدار سنة كامله ،
فهي عبارة عن سموم حقيقية تفرزها تلك الحبة عند وضعها للحفاظ علي القمح من البكتريا والتسوس، ولكن نظرا لسوء استخدامها وتداولها بين الأطفال بسهولة أصبحت أسرع وسيلة للموت المحقق والإنتحار ، نظرا لأنه لا يوجد لها مضاد حيوي لكي يوقفها، فهي بمجرد نزولها في المعدة تنتج مادة تسمي ( بغاز الفوسفين ) من أشد السموم وهو غاز لايوجد له علاج أو ترياق .
يتم استيراد حبة الغلة من الهند والصين ، اسمها العلمي ( فوسفيد الالمونيوم ) وتباع في محال المبيدات الزراعية والصيدليات البيطرية تحت مسميات كثيرة تجارية بأسماء مختلفة ، وتعتبر من مبيدات التدخين أي التي يخرج منها دخان أو غاز يتخلل أجواء المكان المغلق كصوامع القمح والغلال، فيقضي علي الحشرات التي قد تتواجد في الشقوق، وهي مجرد غازات تتبخر بعد فتره دون أن تترك أثراً، لكن الخطورة تكمن في التعامل معها من دون وعي أو إتخاذ احتياطات .
ولقد أصبحت حبة الغلة مثار رعب فى كثير من البيوت خاصة الريفية منها، وعنوانا متكررا فى صفحات الحوادث، ما بين حالات الوفيات ما بين تسمم عن طريق تناول الحبة بالخطأ وخاصة عند الأطفال الصغار وأحيانا الكبار أو بقصد الانتحار، وسمية هذه الحبة لا تدع مجالا للخطأ أو التهديد، ولا تتيح أى فرصة للتراجع أو الإنقاذ، إذ تتسبب فى حدوث الوفاة خلال ساعة على الأكثر من التناول.
ويجب على الحكومة حظر تداولها على الفور لأنها كما ذكرت تسمى بالقاتل الصامت، وخاصة أن هناك عشرات الدول العربية حظرت استخدام حبة الغلال بعد تسببها فى زيادة نسبة الوفيات وخاصة الأطفال.
والمسئولية هنا لا تقع على الحكومة فحسب، بل تقع أيضا على الآباء والأمهات، فيجب عدم ترك الأطفال لوحدهم فترات طويلة دون السؤال عنهم ومعرفة ما يعملونه أو ما يشغلهم، من أجل البحث عن المال، أعلم جيدا أن الظروف الاقتصادية فى الفترة الأخيرة أصبحت صعبة للغاية، ولكن لا يوجد أهم من الأبناء فى دائرة الاهتمام، فالتربية الصحيحة، هى إحدى الآليات القوية للتعامل مع كافة الإشكاليات التى يواجهها الأبناء، كما أن الاستخدام السيئ للسوشيال ميديا واليوتيوب والنت عموما هى التى تدفع الأطفال والشباب للانتحار.