كتبت// مرفت عبد القادر
قرية (بومبي) الفاحشة التي أهلكها الله وجعلها آية وقد ذكرت في القران الكريم.
بومبي الرومانية، إحدى المدن الإيطالية الواقعة على سفح جبل بركان فيزوف والتي يطلق عليها مدينة الزنا، لما عرف عن أهل المدينة من الانغماس في الشهوات، إذ كانت تكثر فيها بيوت الدعارة والنشاطات الجنسية.
والمدينة الأثرية التي تم اكتشافها في القرن الـ18 من قبل أحد المهندسين خلال عمله في حفر قناة بالمنطقة، تعج بالأسرار والخبايا التي ما لا زالت حتى اليوم لغزا، رغم العديد من الأبحاث التي أجريت عليها.
ويقول العلماء أن بركانا مفاجئا دمّر المدينة بالكامل، حتى تحول جميع سكانها إلى جثث ”إسمنتية“ مدفونة تحت الرماد، بعد أن كانت مدينة تعج بالحياة والحضارة.
حيث كانت شوارعها مرصوفة بالحجارة و أبنيتها متميزة بفن العمارة.
كما كان فيها ميناء بحريا متطورا، وحتى مسارح وأسواق واكتشف الباحثون أن هذه المدينة احتوت على أكبر مجموعة من المنحوتات الجنسية الفاضحة واللوحات الجدارية التي كشفت العديد من النشاطات الجنسية غير الطبيعية، كممارسة الجنس مع الحيوانات أو ممارسته مع أكثر من شخص أو حتى الممارسة مع شخص من الجنس نفسه.
ووضعت هذه الجداريات والمنحوتات لفترة في المتحف الأثري الوطني بمدينة نابولي الايطالية.
لكن بعد ما شاهدها الملك فرانسيس الأول أثناء زيارته للمنطقة، أمر بنقلها إلى المتحف السري حيث اعتبرها خادشة للحياء.
وبقيت تلك الجداريات مخبأة بعيدا لأكثر من قرن.
ويقول الباحثون، أن أهل هذه المدينة الصغيرة كانوا يمارسون الجنس علانية، حتى أمام الاطفال، وكانوا أيضا يستنكرون من يتستر.
بدأ البركان بالثوران ظهيرة 24 أغسطس عام 79 محدثاً سحباً متصاعدة غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس.
وحاول سكان المدينة الفرار بعضهم عن طريق البحر ولجأ آخرون إلى بيوتهم طلباً للحماية.
وكان ذلك اليوم معداً لعيد آله النار عند الرومان، ووصف شاهد العيان الوحيد ”بليني الصغير“ المشهد قائلا إن السحب كانت متصاعدة والبركان كان يقذف نيران هائلة، وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وارتفاع لمستوى سطح البحر أو مايعرف اليوم بتسونامي، وتحول النهار إلى ليل دامس في المدينة.
والغريب في المدينة ليس فقط اندثارها لمدة تصل 1,600عاما، بل الشكل الذي ظهر به أهل المدينة نفسها بعد تلك المدة.