سر قوة المرأة المصرية
بقلم/ فاطمة عبد الواسع
المرأة المصرية هي أيقونة تجمع بين الحنان والقوة، وقد أثبتت عبر التاريخ قدرتها على تحمل المسؤولية والقيام بأدوار متعددة في الأسرة والمجتمع. هذا الإرث العظيم من القوة والعطاء يتواصل في العصر الحديث، حيث برزت نماذج نسائية ناجحة وداعمة تعزز مكانة المرأة المصرية محليًا ودوليًا.
توجد نماذج تمثل داعمًا أساسيًا لقضايا المرأة المصرية في الفترة الحالية. دورهم لم يقتصر على الدعم الرمزي، بل يمتد إلى المشاركة الفاعلة في المبادرات التي تهدف إلى تحسين حياة المرأة والأسرة المصرية. و تسليط الضوء على أهمية دور المرأة في المجتمع، مع دعمها للمشروعات التي تهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، ودورها الواضح في المبادرات الرئاسية مثل “حياة كريمة” التي تسهم في تحسين جودة الحياة للفئات الأكثر احتياجًا.
ومن هذه النماذج تأتي في مجال القيادة التنفيذية، برزت الدكتورة منال عوض، التي شغلت منصب محافظ دمياط سابقًا، وحققت نجاحات كبيرة في تطوير المشروعات المحلية والبنية التحتية، وهي الآن تشغل منصب وزيرة التنمية المحلية، حيث تواصل دورها الريادي في تحقيق التنمية المتكاملة في المحافظات المصرية، مع التركيز على دعم المشروعات الصغيرة وتمكين المرأة في المناطق الريفية.
الدكتورة مايا مرسي تعد نموذجًا بارزًا للقيادة النسائية في مصر، حيث قدمت دورا قويا من خلال منصبها سابقًا منصب رئيسة المجلس القومي للمرأة، وأسهمت في إطلاق مبادرات وطنية هدفت إلى تمكين المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع. من أبرز إنجازاتها زيادة نسب تمثيل المرأة في البرلمان ودعمها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية. و حاليًا، مازال العطاء من خلال منصب وزيرة التضامن الاجتماعي، حيث تواصل دورها الفاعل في تحسين حياة الفئات الأكثر احتياجًا، خاصة المرأة المعيلة، من خلال برامج الحماية الاجتماعية والمشروعات التنموية. جهودها تعكس رؤيتها لتحقيق التوازن بين العدالة الاجتماعية وتمكين المرأة كركيزة أساسية للتنمية المستدامة في مصر.
أما في مجال إعداد القيادات وبناء الكفاءات، فإن الدكتورة رشا راغب، المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية للتدريب، تلعب دورًا محوريًا في تأهيل القيادات الشابة، بما في ذلك النساء، ليكنَّ قادرات على تحقيق التغيير في مختلف القطاعات. تسهم الأكاديمية تحت قيادتها في بناء جيل جديد من القياديات اللاتي يحملن رؤية مستقبلية لمصر.
المرأة المصرية ليست فقط رمزًا للنجاح المهني والقيادي، بل هي أيضًا نموذج يحتذى به في تفانيها لفهم دورها الوجوبي تجاه أسرتها ومجتمعها. فهي تدرك أن استقرار المجتمع يبدأ من استقرار الأسرة، لذا تعمل بكل جهد على تحقيق هذا التوازن. تتحمل المرأة المصرية مسؤولية التربية، حيث تزرع القيم الأخلاقية والوطنية في أبنائها، وتحرص على دعمهم ليكونوا مواطنين نافعين لوطنهم. إلى جانب ذلك، تلعب دورًا محوريًا في بناء جسور التواصل الاجتماعي، حيث تعمل كحلقة وصل بين الأسرة والمجتمع الأكبر، مما يسهم في تحقيق التماسك المجتمعي.
على صعيد العمل السياسي، أثبتت المرأة المصرية وعيًا متزايدًا بأهمية المشاركة السياسية، التي أصبحت جزءًا من تركيبة شخصيتها. هذا الدور لم يعد اختياريًا بل بات أساسيًا جنبًا إلى جنب مع أدوارها الأخرى، حيث برزت نساء في البرلمان المصري والمناصب التنفيذية العليا بفضل دعم الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أولى تمكين المرأة اهتمامًا خاصًا. هذا الدعم تجسد في رفع نسب تمثيل المرأة في البرلمان إلى مستويات غير مسبوقة، بالإضافة إلى مشاركتها في صياغة السياسات العامة واتخاذ القرارات الوطنية.
المرأة المصرية اليوم ليست فقط داعمة للمشهد السياسي، بل هي شريكة فعالة في صنعه. بفهمها العميق لدورها الوطني وقدرتها على الموازنة بين مهامها المختلفة، أصبحت المرأة عنصرًا أساسيًا في تحقيق رؤية مصر 2030، لتواصل دورها الريادي في بناء مجتمع أكثر تقدمًا وتوازنًا.
هذه النماذج النسائية البارزة تجسد سر قوة المرأة المصرية، التي تجمع بين قدرتها على تحقيق الإنجازات العملية واحتفاظها بدورها الأساسي كحامية للأسرة وقائدة للأجيال. ومع دعم الدولة والمجتمع، تستمر المرأة المصرية في لعب دورها المحوري، لتظل رمزًا عالميًا للتميز والنجاح.