مقالات

تدمير الجيش السورى

 

بقلم  محمد عبد الله الجعفرى

سيناريو دول الجوار المنكوبة تكرر للأسف في سوريا لكن بشخوص وأحداث مغايرة تعددت الأسباب لكن النهاية واحدة، سقط النظام، وإختفي الجيش، وترك البلد يواجه المجهول.. والسؤال: من أدخل كل هؤلاء الإرهابيين إلي سوريا.طبعا بشار هو من فعل ذلك بعناده وأوهامه أن إيران وحزب الله سوف يوفرون له الحماية إلى ما شاء الله، لكنهم خذلوه وانقلبوا عليه وتخلوا عنه، ولم تنقذه روسيا ولا غيرها.. لنصل إلى نتيجة مهمة مفادها أن الشعب وحده هو فقط من يحمي أرضه وقيادته.اليوم وبكل أسف ذهبت سوريا إلى المجهول.. ودخلت نفقا مظلما لا يعلم إلا الله وحده كيف ومتى ستخرج منه، بعد أن وقعت في قبضة مطامع قوى خارجية لا يهمها إلا نهش سوريا واستنزافها وسرقة ما تبقى من خيراتها..وها هي إسرائيل أكثر المستفيدين مما حدث، ألغت ما كان بينها وبين دمشق من اتفاقيات وتوغلت في الأراضي السورية بزعم خلق منطقة عازلة.. أما تركيا وروسيا وأمريكا وإيران والمليشيات التى زحفت نحو دمشق فالكل يهمه ماذا سيأخذ من الكعكة.. أما وحدة التراب والسيادة فلم يعد لهما محل من الإعراب .بعد ساعات قليلة فقط من سقوط بشار الأسد وهروبه خارج سوريا بدأت عملية تدمير الجيش السوري بواسطة إسرائيل، في غياب مجرد احتجاج من قبل القادة الجدد لسوريا، وفي ظل غياب أى مقاومة عسكرية سورية حتى ولو كانت رمزية”لم تكتف إسرائيل بإلتهام مساحات جديدة من الأراضى السورية لتضاف إلى الجولان المحتل منذ يونيو 67، وإنما سعت بشكل مكثف لاستهداف البنية العسكرية للجيش السوري وقواعده الجوية والبحرية والصاروخية وأسلحته المختلفة المتنوعة، حتى لا تقوم له قائمة في المدى المنظور والقريب، وحتى يصير ضعيفا جدا وبلا أنياب عندما يعاد بناؤه مجددا في المستقبل غير المعروف، خاصة وأن هناك تنظيمات مسلحة لن تتخلى عن أسلحتها بسهولة.والمثير أن لا أحد في سوريا اهتم بذلك وسط فرحة البعض بالتخلص من حكم بشار الأسد، وإنشغال المنظمات المسلحة بإستلام السلطة وتقاسمها وإحكام سيطرتها على مؤسسات الدولة، وإلتزام قادة الجيش منازلهم وهجرة ثكناتهم ومواقعهم..وصمت أمريكى يعكس ترحيبا بما تقوم به إسرائيل وإلتماس التبريرات لها التى تقول أنها تخشى سيطرة تتظيمات إرهابية على أسلحة الجيش لذلك تدمرها!، وغياب رد عربى رسمى يرتقى إلى مستوى الجريمة الاسرائيلية.إن أمريكا عندما غزت العراق قامت بحل وتفكيك الجيش العراقي، لكنها في سوريا تركت مهمة التخلص من الجيش السوري لإسرائيل.. وكما رأينا النتائج الكارثية لحل الجيش العراقي سوف نرى أثارا كارثية أيضا لتدمير الجيش السوري.لقد أدى حل الجيش العراقي إلى صعود التنظيمات الارهابية وسيطرتها على مساحات شاسعة من الأراضى العراقية، أما تدمير الجيش السوري فإن نتائجه لن تقتصر على ذلك فقط، وإنما سيدخل منطقتنا في حقبة اسرائيلية تتمكن فيها من فرض سطوتها وهيمنتها على أبناء هذه المنطقة.لذلك ينبغى أن يتحرك العرب لمواجهة ذلك المخطط الاسرائيلى الخبيث.. ولا يكتفوا بمجرد بيانات سياسية أو تصريحات صحفية.. عليهم ممارسة أقصى ضغوط على أمريكا والدول الأوروبية الحليفة لها حتى توقف إسرائيل عن المضى قدما فى تدمير الجيش السوري.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى