مقالات

المرأة العربية واقتصاد الرعاية: القوة الخفية وراء التنمية المستدامة

بقلم: كوتش/ زاهية السبخي استشارى تطوير الذات وتنمية المهارات
_____________________

تُعتبر المرأة العربية الركيزة الأساسية في بناء المجتمعات، حيث يتخطى تأثيرها حدود الأسرة ليصل إلى جوهر الاقتصاد المحلي والدولي. تلعب المرأة دورًا محوريًا في ما يُعرف بـ “اقتصاد الرعاية” وهو منظومة غير مرئية غالبًا لكنها تحمل على عاتقها استقرار المجتمعات وتنميتها.

ما هو اقتصاد الرعاية؟
اقتصاد الرعاية يُشير إلى جميع الأنشطة المتعلقة بتلبية احتياجات الأفراد في جميع مراحل حياتهم. يشمل هذا الاقتصاد رعاية الأطفال، ورعاية كبار السن، وإدارة شؤون المنزل، بجانب أدوار أخرى غير مدفوعة الأجر كالطبخ وخدمات المنزل و هذه الأنشطة والخدمات ، رغم عدم احتسابها في الناتج المحلي الإجمالي، إلا أنها تمثل عصب الاقتصاد لأنها تقلل تكاليف الخدمات الاجتماعية والتى تمثل نسبة كبيرة من الاقصاد غير المرئى وتعزز الإنتاجية والاستقرار الأسري.

لماذا يُعد دور المرأة أساسيًا في اقتصاد الرعاية؟
المرأة العربية تتحمل النصيب الأكبر من مسؤوليات الرعاية المنزلية غير المدفوعة. من تربية الأطفال إلى دعم أفراد الأسرة نفسيًا واجتماعيًا، تقدم المرأة خدمات حيوية تُمثل شبكة أمان مجتمعية.
حيث يكون لهذة الجهود العديد من الاثار منها :
1. تخفض التكاليف على الاقتصاد المحلي : تتيح للحكومات توجيه الموارد لمشروعات تنموية بدلًا من الإنفاق على الخدمات المدفوعة.
2. **تعزز إنتاجية المجتمع : من خلال توفير بيئة مستقرة، مما يُسهم في بناء قوى عاملة مستقبلية أكثر كفاءة.
3. **تُدعم التماسك الاجتماعي : حيث تُحافظ على بنية أسرية قوية، وهو ما يُشكل أساس أي مجتمع مزدهر.
الاقتصاد المحلي وارتباطه باقتصاد الرعاية
في العالم العربي، يعتمد الاقتصاد المحلي بشكل كبير على التفاعل بين الأنشطة الرسمية وغير الرسمية. وتعتبر الأنشطة التي تُمارسها النساء في المنزل جزءًا أساسيًا من هذا النظام. من خلال دورهن في رعاية أفراد الأسرة، تُقلل النساء من الحاجة إلى خدمات مدفوعة الأجر مثل الحضانة ورعاية المسنين. هذا التخفيض يُفسح المجال لاستثمار هذه الأموال في قطاعات أخرى كالتعليم والبنية التحتية، مما يُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي.
تمكين المرأة في اقتصاد الرعاية
للحفاظ على استمرارية هذا الدور وتوسيع آفاقه، يجب أن تحظى المرأة العربية بفرص تمكين حقيقية، تشمل:
• التعليم والتدريب : – تزويد المرأة بمهارات تمكنها من تحقيق التوازن بين أدوارها المنزلية وفرص العمل المدفوعة.
• السياسات الداعمة :- مثل إجازات الأمومة المدفوعة، ودعم دور الحضانة، وتوفير خدمات رعاية لكبار السن.
• تعزيز الاعتراف المجتمعي :- ضرورة الاعتراف بقيمة العمل غير المدفوع الأجر الذي تقوم به المرأة، وجعله جزءًا من خطط التنمية الوطنية.
اقتصاد الرعاية كقوة دافعة للتنمية المستدامة
دور المرأة في اقتصاد الرعاية لا يتوقف عند حدود الأسرة، بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر على تحقيق أهداف التنمية المستدامة. فالرعاية تُساهم في القضاء على الفقر من خلال تحسين جودة الحياة، وتُعزز من المساواة بين الجنسين عبر تسليط الضوء على أهمية توزيع الأدوار.
نحو مستقبل مستدام: ماذا بعد؟
في الختام، يجب أن يدرك المجتمع بأسره أن دور المرأة في اقتصاد الرعاية هو ركيزة أساسية لاقتصاد قوي ومستدام. وعلى المرأة أن تعي أهمية دورها في تحقيق هذا الهدف وأن تطالب بالاعتراف به ودعمه.
واخيرا
دور المرأة في اقتصاد الرعاية ليس مجرد نشاط منزلي، بل هو عمل جوهري يُسهم في تغيير مجتمعاتنا نحو الأفضل. فقومي بدعم نفسك، واطلبي التقدير الذي تستحقينه. فمعًا، يمكننا بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى