كتبت/ فيفي عبد الوهاب
العلاقة بين المصريين منذ قديم الزمان تبتسم بالترابط والتسامح وعدم التفرقة بين مسلم ومسيحي
ولا لون فجميعا مواطني لنفس الدولة ، ونتحدث نفس اللغة ولنا مصالح مشتركة ويسود بيننا المحبة والسلام والتسامح والروح الطيبة، وتؤثر الوحدة الوطنية بشكل مباشر علي صحة الإنسان النفسية، فتعزز الدعم الاجتماعي ، يجعل الفرد يشعر بالأمان والإنتماء،
ويقلل من مشاعر القلق والتوتر ورفع مستوي التفائل والطموح،
وعلي العكس ، فإن إنهيار الوحدة الوطنية له خطورة كبيرة علي وطننا ، فلن يكون هناك تعاون بين المسلم والمسيحي في جميع مؤسسات الدولة وأيضا الوقوف ضد اي خطر خارجي يهدد الدولة الحبيبة التي هي أمن وأمان لنا جميعًا,
ولكلي نحافظ علي سلامنا النفسي يجب علينا عدم أتباع الفتن ونشر الشائعات التي يقوم بها من هم أعداء البلاد، وعلينا أن نكون جميعا يدا واحدة ، والتصدي لأي من يسود له نفسه في خراب بلدنا
الوحدة الوطنية وتعزيزها .
إن نظرنا إلى طبائع الناس وأفكارهم بمختلف ثقافاتهم نلاحظ مظاهر التطرف والغلو حتى في معاملتهم فيما بينهم وعلاقاتهم الاجتماعية المختلفة الأمر الذي أدى إلى وقوع مزيد من الأزمات ، ولاخلاص من ذلك إلا بالعودة إلى الاعتدال في جميع الأمور فكراً وسلوكاً .
إن من تعريف الوحدة الوطنية هي طاعة القانون في أطار الحرية الممنوحة منه على أن يتوافق القانون مع منطق العدل
وصولاً للوحدة الوطنية لقيادة العملية السياسية والتعامل مع أزمات البلاد المتعددة بمنظور واحد ومنهاج موحد يمتلك قدرة التعامل مع المشكلات التي تتعرض لها أوضاع البلاد .
والنظام السياسي الذي ينطلق في سياساته وخياراته من مفهوم الدولة للجميع وبالجميع، ويؤسس وظائفها وأدوارها المختلفة تبعاً لذلك المفهوم، ويفتح مشروعاتها ومؤسساتها وهياكلها ومناصبها ومسؤولياتها لكافة مكونات المجتمع دون تحيز لهذه الفئة أو تهميش لتلك، سيكون قد قطع شوطاً في خلق شعور الإنصاف والعدالة بين مواطنيه. والنظام السياسي الذي يبسط مبدأ الشراكة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحقة بين المركز والاطراف ويعمل على ترسيخ النظام اللامركزي تحقيقاً للتوازن والتوافق في توزيع الحقوق والواجبات والمهام الوطنية، ويعطي جميع الاطراف هامشاً أوسع في تملك وتسيير المؤسسات الإدارية والوظائف الحياتية ( المعرفة، السلطة، والثروة) سيكون أكثر إقناعاً بإمكانية تحصيل وحدة وطنية حقيقية وإيجابية،
النظام السياسي وحده لا يمكن أن يخلق كل شروط ومتطلبات الوحدة الوطنية، وإنما هو بحاجة إلى جهد الشعب بكافة مكوناته باحتسابه المكون الأساسي للدولة، فالشعب يمثل ركن أساسي وعمود فقري في تعزيز التماسك الداخلي وتعميق خيار التوافق الأهلي، وفق عدد من الالتزامات منها: أن تتهيأ مكونات الشعب المختلفة لقبول بعضها البعض نفسياً وعقلياً وسلوكياً، أهمية تأسيس نمط العلاقات بين مكونات الشعب المختلفة على قاعدة التعايش والتساكن والتسامح والتعددية وصيانة حقوق الإنسان والشراكة الوطنية القائمة على قاعدة الوفاق والتفاهم والثقة والمسؤولية المتبادلة ، فحقائق الوحدة الوطنية وتجلياتها لن تبرز إلا برسوخ تلك القيم وتجذرها اجتماعياً
وعلينا جميعا التكاتف يدا واحدة وهذا يتطلب جهوداً متواصلة اجتماعياً وسياسياً بشكل يضمن العدالة التوزيعية ويضمن إيصال الحقوق الأساسية لفئات المجتمع كافة دون تفضيل فئة على أخرى، مما يسهم بالمحصلة النهائية في إرساء وتعزيز مقتربات الوحدة الوطنية بين جميع أطياف ومكونات المجتمع ، الأمر الذي سيؤدي إلى تحفيز مدركات الوحدة الوطنية وتحقيقها بالشكل الأمثل بما يخدم طموحات وتوجهات المجتمعات والشعوب
تحيا مصر بشعبها وجيشها ووحدتها الوطنية
تحيا مصر..تحيا مصر..تحيا مصر..