مقالات
أخر الأخبار

التعليم بين مرارة الواقع والأمل المنشود بعيداً عن عقلية الفرد

 

كتب زكى الجندى

بداية ، إن نهضة أية دولة تقوم على عدة عوامل مختلفة الأسباب ،وأهم هذه العوامل على الاطلاق هو التعليم الذى يمكن أن يتحكم فى ٧٠ ٪ من نهضة أى امة أو دولة بشرط أن يكون هذا التعليم مبنياً على أسس جيدة وسليمة بداية من رياض الأطفال إلى مابعد المرحلة الجامعية إن تطلب الامر .

 

وإذا تحدثنا هنا عن الحبيبة مصر ،فإن منذ مايقرب من نصف قرن ونحن نسمع عن مصطلح تطوير التعليم بمصر وتوسمنا خيرا لما تمتلكه مصر من نوابغ وعباقرة سواء من أساتذة جامعيين متخصصين بمناهج التربية على مستوى الجامعات المصرية وكليات التربية بفروعها ولكن إلى الآن لم نرَ بمنتهى الأمانة غير كل عشوائية ولم نجنِ أية ثمار لمصطلح تطوير التعليم فى مصر ؛ فكل وزير يأتى يقوم بإلغاء قرارات الوزير الذى سبقه سواء مرحلة التعليم الأساسى (سنة سادسة بإلغائها ورجوعها أكثر من مرة ) أو المرحلة الثانوية والتعديلات المستمرة على نظام دراستها (الأدبى والعلمى) أو المرحلة الجامعية سواء إنشاء كليات جديدة أو إلغاء كليات أخرى .

 

دعونا نعترف اعترافا كلياً جزئيا أن امكانيات الدولة لاتسمح بالانفاق السليم على العملية التعليمية نظرا لضعف الإمكانيات المتاحة مقارنة بالكثافة السكانية ،فبعيدا عن أسباب فشل العملية التعليمية وأسبابها المتعددة التى تتمثل فى الكثير والكثير كضعف الإمكانيات وعدم تأهيل المعلم وضعف المرتبات وكثافة الفصول وقلة المدارس مقارنة مع نسبة كثافة السكان والدروس الخصوصية إلخ .. إلخ .. إلخ …

 

نستطيع أن نستخلص وندمج كل هذه الأسباب بالفشل فى سبب واحد بوجهة نظري ألا وهو عدم خروج مصطلح التطوير التعليمى من عقلية الفرد الواحد وهو وزير التربية والتعليم بالمرحلة ذاتها ، بمعنى اختصار وتحديد شخص واحد منوط به هذا التطوير وعدم خروج هذه المنظومة من عقلية سيادة الوزير . أو بمعنى آخر أن الوزير وحده هو من يستطيع بعصاه السحرية وعقليته الفذة الوحيد القادر على تطوير التعليم بمصر الحبيبة .

 

وهذا باعتقادى أهم سبب لفشل العملية التعليمية فى مصر ؛ولهذا يجب أن تكون هناك منظومة مهمتها الأساسية تطوير التعليم سواء جاء وزير أو رحل آخر ؛ فالوزير يرحل ولا ترحل المنظومة ولاترحل الفكرة . ويكفى انغ نتذكر البعثات اليابانية إلى مصر بداية القرن العشرين وبعدها البعثات التعليمية لماليزيا وسنغافورة أيام الملكية وبعد الحرب العالمية الثانية لنقل التجربة التعليمية المصرية لبلادهم .

 

أخيرا نتوسم خيرا لمصرنا الحبيبة لما لها من ريادة بالمنطقة والعالم أجمع .وفق الله مصر الحبيبة متمثلة فى قيادتها الحكيمة الذى لاشغل لا غير استقرار سفينة الأمة المصرية إلى مرفأ وبر الأمان

والى لقاء آخر بمقال آخر والله تعالى الموفق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى