ثقافة وفنمقالات

قصة قصيرة بعنوان فص ملح وذاب 

 

بقلم : نجوى حسين عبد العزيز 

التقيا على طاولة الأدب هو شاعر وهي مشروع قاصة؛ الطريق إلى قلوبهما كان ممهدًا افتقاد الأنيس وسفر الاولاد، وخلو الديار من الأنفاس. 

الشاعر أطلق عليها أبياته المعسولة وخبرته مع الغيد الحسان، وأغدقت عليه ٱهاتها المكتومة وافتقادها لروح تصرع وحدتها وتضمها بحنان تنسيها غربة الروح فراغ وافتقاد مرؤة، وغربة تغلغلت في قلب الوحدة المدوي بضجيج الفقد والوحشةوالحجود

اشتبك الحب بين قلبيهما وتعاركت عقولهما رفضًا وامتثالًا تارة وأخرى عنادًا وخصامــًا تواعدا على الارتباط أحدهما كان ليس حريصًا على ديمومة الاستمرار فهو عاشق صب لنون النسوة حتى أن صورة امرأة تأخذعقله وترجف قلبه لا تفرق معه جميلة ولا دميمة صغيرة أو كبيرة هن اللطف والرقة يدفع وقته ويبذل عمره فداء وعطاءً لنون النسوة _وكل أحوالها في اللغة الفصحى والدارجة _ وكل من ينتمين إليها، عشقًا ارق الحبيبة وذهب بأمنها

  المدهش لها حبها المجنون بلا أفول رغم معرفتها بعشقه للمرأة التي يتباهي في جرأة لا حدود لها ويعلن حبه كالذي يشهر اسلامه، ويعلن ايمانه ،شاطرها الخوف منه ومن غيلان مغامراته، مساحة الأمن في عقلها فوچئت و فوجىء معها بانفجار براكين محبتها له حممـًا وهي تهمس صاخبة: احبك حبًا اسطوريًا هو يا عمري ثلاثة أنواع من الحب في آن واحد: أعشقك! وأهيم بك؛ وشغوفة حد الذوبان ، وأهواك بلا هوادة، وتحتل كياني وتتغلغل في وجداني وتحيا في شرايني،واتنفس بك الحياة !

أعشقك بامرأتين وطفلة!!!

ضحك بسعادة ودهشة وهويهمس لنفسه: تريد مني أن اختصر النساء في واحدة كم أنت واهمة يا امرأة من زمن ولى وراح!!!

  ثم رفع صوته يتحدث إليها : ماذا تقولين حبيبتي؟!!

قالت له: اولًا أحبك كطفلة افتقدت والدها فلما رأته بعد غياب تشبثت به بقوة فهي تكاد لا تفارقه؛ وتكتنز له من الحلوى مالذ وطاب ولا أوصيك عليها، فالابنة عند والدها اثيرة، معززة كريمة في عيون قلبه..ترفق بها هي سندك وظهرك في كبرك ،هي لا تنشد منك الا حنانًا وبعضًا من عنايتك. 

أما حالة الحب الثانية التي تحملني في سموات رقعتها جنون وأنسامها خدر

فأني لك عاشقة كأنثى حالمة تحرقها نيران الغيرة ويكويها الشوق والحنين ويضرم النار في أعماقها نظرة منك غير مقصودة تُحاسبك بها حسابـًا عسيرًا على خواطرك إذا ما إلى غيرها مالت واستكانت! 

أما الحب الثالث: فهو لامرأة قوية رشيدة تحبك بعقلها وتدينك به أيضا وتلومني وتطرحني أرضا وتخاصمني أيضا كيف تحبينه وهوصأئد ماهر للنساء ؟؟ 

رغم حبها لك حبـًا راسخـًا عميقًا فهي امرأة ناضجة، تكاد تفتك بي، هي ذات ظنون ورشد وقوة وعنف، لا تستسلم لضعف هي أيضًا بك متيمة مشوقة مغرمة تباهي بشغفها بك الذي استوطن عقلها فتقول: أحبه بعقلي الراشد من زمن بعيد قبل أن التقي به، بُهرت بعقليته وثقافته وعلمه وضربني في مقتل أنه متيم صب بالمرأة ، وأرفض أقوال منه فجة تُدمي المحبة؛ وأضمدها بحنانه وقربه، ولكنها حبيبي كثيرًا ماتشطح في الخيال وتقول في روية بلا امتثال بل بالتحليل والقسوة والحكمة والتعقل: أنها في كل كلمة تُسمعها إياها تقوم بتفيكيها وأعادت مفرادت حروفها بتقديم حرف قبل حرف وأعادت صياغتها كما يتراءى لها، وتقول لي في حدة : احذري خداعه وغدره سوف يتخلى عنك إذا لاح له عطر امرأة !!

ثم بمطرقة من حديد تنزل على رأسي مهددة ومتوعدة بالويل والثبور وعظائم الامور،تطالبني عنك بالرحيل خوفًا على رقتي من جبروت هوسك المستديم بالمرأة!!

ضحك بهستيرية و أكد لها هيامه بالمرأة وأنها نبض وجدانه وشريان الحياة لديه،  

ولكنه أنصت إليها يُجيد فن الانصات كما يتقن فنون الغزل وطرائقه المتنوعة، وفنونه المتعددة سكت هنيهة ثم قال في هدوء بصوت حنون ظاهره الرحمة و باطنه الفرار والتخلي:

لا حل الا الارتباط، فلنتزوج! لنرعى الصغيرة ونحيي الانثى الأثيرة، ونحجز للكبيرة رحلة طويلة تطوف بها بلاد وبلاد وتستقر في المهجر والبعاد !

فلما ابدت موافقتها؛ أنهى الحوار بعذر واهي رغم تصويره لها انه يهيم بها ويعشقها وتكرر منها الالحاح في الارتباط به رغم نيران عشقه الدامي للمراة،ولكنه كان بمجرد ذكر الارتباط ينهي الحوار ويغلق الهاتف وظل حبها الاسطوري يطالبه بالارتباط ويكرر الفرار، مرات ومرات …

 ثم اختفى كأنه فص ملح !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى