“المرأة والاقتصاد الأخضر مفتاح الاستدامة والمساواة”

بقلم كوتش / زاهيا السبخى استشارى تطويرالذات وتنمية المهارات 

تلعب المرأة دورًا محوريًا في المجتمع كونها الركيزة الأساسية للأسرة، والمسؤولة عن تنشئة الأجيال وتوجيهها نحو التوجهات الصحية والمستدامة. إن تمكين المرأة وتعزيز دورها في الاقتصاد الأخضر يعد خطوة أساسية لتحقيق بيئة نظيفة ومستدامة خالية من التلوث، مما يساهم في تحسين جودة الحياة للأجيال القادمة.

دور المرأة في الاقتصاد الأخضر

يُعتبر الاقتصاد الأخضر أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، حيث يساهم في تحسين جودة الحياة وتقليل المخاطر البيئية. تتجلى أهمية مشاركة المرأة في هذا المجال في قدرتها على رفع الوعي المجتمعي حول قضايا المناخ، بالإضافة إلى تأثيرها الفاعل في إطلاق المبادرات التي تركز على القضايا البيئية والاقتصادية.

 من بين تلك المبادرات تأتي أهمية الشمول المالي ودعم المشاريع الريادية الخاصة بالنساء في مختلف القطاعات.

مفهوم الاقتصاد الأخضر

الاقتصاد الأخضر هو نظام اقتصادي يهدف إلى تحسين رفاهية الإنسان وتعزيز جودة الحياة مع الحفاظ على البيئة. يركز الاقتصاد الأخضر على تقليل التلوث وتعزيز الاستدامة البيئية، كما يسهم في تحقيق المساواة بين الجنسين. ومع تزايد التحديات الناتجة عن التغير المناخي، تشهد معظم دول العالم تحولات نحو الصناعات الخضراء، وهي الصناعات التي تساهم في الحفاظ على البيئة وتفتح المجال للنساء للمشاركة الفعالة في تعزيز استدامة الأرض.

تمكين المرأة في إطار الاقتصاد الأخضر

تمكين المرأة في الاقتصاد الأخضر يعتمد على توفير المهارات والمعرفة اللازمة التي تتيح لها المشاركة الفعالة في التحول نحو هذا النموذج الاقتصادي. من خلال تدريب النساء ودعم الصناعات الناشئة، يتم تعزيز كفاءتها في مختلف المجالات، مثل ريادة الأعمال والصناعات الخضراء. هذا يسهم في دعم التنمية المستدامة وتوفير فرص عمل صديقة للبيئة.

الوظائف الخضراء: فرص وتحديات

الوظائف الخضراء هي تلك التي تساهم في تعزيز الاستدامة البيئية، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وتقليل التلوث. للمرأة دور كبير في شغل هذه الوظائف، حيث تمتلك المهارات والقدرات التي تجعلها مؤهلة للقيام بها. من خلال توعية المجتمع وتطبيق الممارسات البيئية، مثل إعادة التدوير والمساهمة في التخفيف من التغير المناخي، تتمكن المرأة من تعزيز مشاركتها في بناء الاقتصاد الأخضر.

فرص المرأة في بناء اقتصاد مستدام

يمثل الاقتصاد الأخضر فرصة كبيرة للمرأة للمشاركة الفعالة في المجتمع، من خلال بناء اقتصاد مستدام وتحقيق المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية في مختلف المجالات. إن الجهود التي تبذلها الدولة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، مع المبادرات التي تدعم دور المرأة في قطاعات مثل الصناعة والأمن الغذائي، تساهم في تحقيق تمكين فعلي للمرأة.

و في إطار هذه المبادرات، يتم التركيز على استخدام حلول مبتكرة في الزراعة والإنتاج الحيواني، وكذلك تطوير المحاصيل الذكية مناخيًا، مما يعزز من مشاركة المرأة في القطاعات الحيوية ويتيح لها الفرصة للمساهمة بشكل فاعل في الاقتصاد الأخضر.

وفى الختام 

إن دور المرأة في الاقتصاد الأخضر لا يقتصر فقط على كونها جزءًا من الحلول البيئية، بل هي عنصر أساسي في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أكثر عدالة وازدهارًا. من خلال تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في القطاعات الخضراء، نتمكن من خلق فرص عمل جديدة، وتقليل التلوث، وتحقيق المساواة بين الجنسين. لذا، يجب علينا جميعًا أن نواصل دعم هذه المبادرات وتوفير الفرص التي تتيح للمرأة أن تكون ركيزة أساسية في بناء اقتصاد مستدام. فبمشاركة المرأة، نخلق بيئة أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة.