
كتبت مرفت عبد القادر
كشفت تحقيقات أمنية داخلية أن اغتيال القائد محمد الضيف جاء نتيجة خيانة مؤلمة، حيث كان ساعي بريد يتبع كتائب القسام هو السبب في كشف موقع الاجتماع الذي جمع الضيف مع رافع سلامة، مسؤول لواء خان يونس.
ووفقًا لمصدر أمني في حماس، فقد قام العميل الذي ينتمي إلى عائلة كبيرة في رفح بتسريب معلومات حاسمة لمخابرات الاحتلال، ما أدى إلى تنفيذ الغارة فورًا
كما تبين أن العميل ذاته كان قد قدّم سابقًا معلومات حساسة عن محمد شبانة، مسؤول لواء رفح، الذي تعرض لثلاث محاولات اغتيال خلال الحرب.
خرائط وتفاصيل سرية وقعت بيد الاحتلال
أظهرت التحقيقات أن العميل لم يكتفِ بالإبلاغ عن مواقع القادة، بل قام أيضًا بتسليم خرائط كاملة لمدينة رفح، خصوصًا منطقة يبنا، متضمنةً مواقع شبكة الأنفاق، ومخارط الأسلحة، ومستودعات الصواريخ والطائرات المسيّرة.
كما اعترف خلال استجوابه بأنه استغل عمله كساعي بريد لنقل المعلومات، حيث كان يتنقل بين القادة بشكل يومي، ما مكّنه من معرفة أماكن الاجتماعات، وساعده ذلك في تمرير معلومات دقيقة لمشغّليه.
لحظة الاغتيال: شاهد الضيف وأخبر عنه
في تفاصيل اللحظات الأخيرة، أقر العميل بأنه تم عرض صورة لمحمد الضيف عليه من قبل المخابرات الإسرائيلية، وأكد لهم أنه رآه يتردد على مكان لجوء رافع سلامة
في يوم الاغتيال، وخلال قيامه بنقل البريد، شاهد الضيف داخل الموقع، فسارع إلى إبلاغ الاحتلال، الذي لم يتوانَ عن تنفيذ ضربة جوية مدمرة باستخدام قنبلة تزن 2000 رطل، أحدثت حفرة عملاقة في المكان، مؤكدة اغتيال الضيف وسلامة معًا.
اختراق أمني.. وحماية ذاتية للقادة
في سياق متصل، أفاد مصدر مطّلع بأن جهاز الأمن العام في حماس لم يعد مسؤولًا عن حماية القادة كما في السابق، بل أصبحت إجراءات التأمين ذاتية، في ظل تزايد الاغتيالات والاختراقات الأمنية التي تستهدف الصف الأول من القيادة.
إرث الضيف.. أسطورة لن تموت
ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل محمد الضيف، فإن إرثه العسكري والجهادي سيظل محفورًا في ذاكرة المقاومة
لقد كان القائد الذي صمد لعقود في وجه الاحتلال، ونجا من عشرات محاولات الاغتيال، ليكون اسمه رمزًا للفداء والمقاومة حتى لحظة استشهاده.