
بقلم طلعت سلامة
القيادة فن والتفكير بمنطق خارج الصندوق للصالح العام فن والتواصل مع المواطنين وسماع شكواهم بعناية والسعى الجاد لحلها فن وحين تتكامل هذه الفنون مع بعضها تكون النتيجة نجاح باهر للقائد ومساعديه وحب جارف من المواطنين ، ومن هذا المنطلق نود ان نعرف هل المسئولين في محافظة الشرقية يعلمون شئ عن تاريخ وموقع تلك المحافظة العريقة والمناطق السياحية الموجودة بها ؟ وهل يعلم المسئولين أن تلك المحافظة كانت من أجمل وأروع وأنظف محافظات مصر ؟ وهل يعلم المسئولين أن هناك محافظين يتذكرهم التاريخ ويتذكرهم الناس بسبب إخلاصهم وتفانيهم في العمل من أجل حل مشاكل الناس والنهوض بالمحافظة ومحاربة الفساد ؟ وهل يعلم المسئولين قوة الكلمة الصادقة إذا ما وجدت من ينقلها بدقة ومن يقرأها بضمير ومن بتبناها بإرادة تحل مشاكل كثيرة قبل تفاقمها؟ومن هنا سوف نستعرض التالى من أجل مراجعة المسئولين سياستهم تجاه تلك المحافظة العريقة التى تسير في الوقت الراهن عكس اتجاه السياسة العامة المستنيرة للقيادة السياسية المصرية التى تحلم بالنهوض بمصر إلى أعناق السماء أولاً تأخذ محافظة الشرقية موقعا فريدا بين محافظات شرق الدلتا وهى نقطة التقاء لأهم طرق المواصلات لكل من القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد والغربية والدقهلية والقليوبية وموقع المحافظة فريد حيث هى إحدى محافظات الإقليم التخطيطى الثالث الذى يضم محافظات الإسماعيلية والسويس وبورسعيد وجنوب سيناء وشمال سيناء يحدها من الشمال بحيرة المنزلة ومن الجنوب محافظة القليوبية ومن الشرق محافظة الإسماعيلية ومن الغرب محافظة الدقهلية وتبلغ مساحة الشرقية 4911كم2 وعدد السكان يصل إلى ما يقرب 10 مليون نسمة العاصمة الزقازيق وقد أقيمت حول القناطر التسعة عام 1832م على الجزء الشمالى الغربي من مدينة بوبست ( تل بسطا) التى اشتهرت بكونها مركزا دينيا وسياسيا هاما في العصور الفرعونية وتوسعت تلك المدينة بعد ذلك حتى أصبحت من أكبر مدن مصر وتتخذ المحافظة شعار لها وهو الحصان الأبيض الجامح الذى يتوسط الخضرة رمزا وشعارا لها ذلك لأن الشرقية تشتهر منذ القدم بتربية وإنتاج الخيول العربية كما أن الزراعة كانت تكسو نسبة كبيرة من مساحتها القديمة التى تقلصت في العقود الأخيرة بسبب الحاج فساد المستشرى برا وبحرا وجوا وتحتفل الشرقية بعيدها القومى في يوم التاسع من سبتمبر من كل عام إحياء لذكرى وقفة ابن الشرقية الزعيم أحمد عرابي ضد الخديوى توفيق عارضا مطالب الأمة عام 1881م ونطالب أيضا أن يكون يوم 25 أغسطس من كل عام عيد لليأس والقهر والإحباط للمواطنين بالشرقية حيث وقف ابن الشرقية البار طلعت سلامة كاتب تلك السطور أمام المهندس حازم الأشمونى محافظ الشرقية أثناء الزيارة الوحيدة لسيادته إلى برج المحافظة في ميدان التحرير يوم 25 أغسطس 2024 عارضا عليه كارثة غلق دورة المياه الوحيدة بفعل فاعل الموجودة في ميدان التحرير القلب النابض للمدينة حتى أصبحت بؤرة تلوث حقيقى ونتج التالى عن تلك الوقفة : 1- تهديد ووعيد من قبل مرؤوسيه من أصحاب النفوس الضعيفة 2- قاموا بغلق الدورة بالطوب والأسمنت بدلا من إصلاحها 3- توجيه واضح وصريح للمواطنين المسافرين وكبار السن ومرضى السكر والسائقين والباعة بقضاء حوائجهم في الشارع وفى حرم المسجد المجاور وعلى أبواب المحلات التجارية 4- أصبحت المنطقة المجاورة لدورة المياه ذات روائح كريهة ولا تطاق بفضل الغباء الإداري الذى لم نشهده في تاريخ مصر كلها الحديث والقديم . كما تمتلك الشرقية مقومات سياحية عظيمة حيث يوجد بها 100 موقع أثرى في مناطق عديدة أهمها صان الحجر – تل بسطا – وبها طريق خروج النبي موسى ( عليه السلام) من مصر ومسار العائلة المقدسة ومسار أهل البيت الكرام وتقام بالشرقية مهرجان سنوى للخيول العربية ورياضة الهوكى وسباق الهجن والصيد عن طريق الصقور وغيرها من المقومات السياحية المتعددة التى لو تم استغلالها فسوف تصبح الشرقية مثل الأقصر قريبا كما تقلد المحافظة كثر من المحافظين المحترمين العظماء ويتذكرهم الناس بكل خير مثل العظيم دكتور فؤاد محى الدين ، والدكتور محمود الشريف ، والبرنس الدكتور حسين رمزى كاظم ، والمهذب الدكتور ممدوح غراب وأمثالهم كثيرون كانوا دائما وابدا يحترمون القيمة الإنسانية للمواطنين ويسعون بكل قوة لحل ومساعدة الناس في مشاكلهم ولم نسمع في تاريخ الشرقية أو في أي محافظة أخرى أن مواطن عرض مشكلة على المحافظين العظماء وتعرض إلى مضايقات مثلما هو الحال الآن مع كاتب تلك السطور ؟

