“الدوافع التي تجعل الشخص يفكر في الانتحار

بقلم أ سميه ابوبكر
“الدوافع التي تجعل الشخص يفكر في الانتحار”:
يُعد الانتحار من أخطر الظواهر النفسية والاجتماعية التي تواجه الأفراد والمجتمعات على حد سواء، إذ يمثل نهاية مأساوية لمعاناة داخلية قد لا تكون ظاهرة للآخرين. وتتعدد الدوافع التي قد تدفع الإنسان للتفكير في إنهاء حياته، وغالبًا ما تكون مزيجًا من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
1. الاضطرابات النفسية
تُعد الأمراض النفسية، وخاصة الاكتئاب والقلق واضطراب ثنائي القطب، من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى التفكير في الانتحار. يشعر المصاب باليأس وانعدام القيمة والعجز عن التغيير، مما يجعله يرى في الموت خلاصًا من الألم والمعاناة.
2. العزلة والوحدة
الشعور بالوحدة والانفصال عن الآخرين يمكن أن يولد فراغًا عاطفيًا عميقًا. غياب الدعم الاجتماعي، سواء من العائلة أو الأصدقاء، يزيد من احتمالية التفكير في الانتحار، خاصة لدى كبار السن أو من فقدوا أشخاصًا مقربين.
3. الضغوط الاقتصادية
الفقر، البطالة، وتراكم الديون تعد من العوامل القوية التي تضع الإنسان تحت ضغط نفسي هائل. في بعض الأحيان، يشعر الشخص أن الانتحار هو الوسيلة الوحيدة للهروب من ضيق العيش والشعور بالعجز المالي.
4. الفشل والإحباط
الإخفاق المتكرر، سواء في الدراسة أو العمل أو العلاقات العاطفية، قد يؤدي إلى تدهور الصورة الذاتية للفرد، ويُشعره بعدم الجدارة وفقدان الأمل في المستقبل.
5. التعرض للعنف أو الصدمات
تجارب الطفولة المؤلمة، مثل الإيذاء الجسدي أو الجنسي، أو التعرض لصدمات نفسية شديدة كفقدان شخص عزيز أو النجاة من كارثة، يمكن أن تترك جروحًا نفسية عميقة تدفع الفرد إلى الرغبة في الهروب النهائي.
6. المشاكل العائلية والاجتماعية
الخلافات الأسرية، الطلاق، أو التهميش الاجتماعي كلها عوامل تفاقم الشعور بالعزلة والتوتر، خاصة عند غياب التواصل والدعم العاطفي.
في الختام💫
لا يُفكّر الإنسان في إنهاء حياته عبثًا، بل غالبًا ما يكون ذلك نتيجة تراكمات من الألم والمعاناة. لذلك، من الضروري تعزيز التوعية المجتمعية حول الصحة النفسية، وتوفير الدعم النفسي والرعاية المناسبة للمحتاجين. الانتباه للعلامات المبكرة والتعاطف مع من يعاني يمكن أن يُحدث فارقًا في إنقاذ حياة.