ثقافة وفن

محاكمة تاجر البندقية…. التجريب حياة

 

بقلم :رضا عواد

فى إطار المهرجان الأقليمى للفرق المسرحية لأقليم شرق الدلتا الثقافى قدمت الفرقة القومية بالشرقية العرض المسرحى محاكمة تاجر البندقية للكاتب الأنجيليزى وليم شكسبير… دراماتورج محمد صابر ومن إخراج الأستاذ وفيق محمود .

وبحضور لجنة التحكيم وعدد من فنانين ورموز وجمهور مدينة الزقازيق .

……

يبداء العرض بأستهلال للشخصيات لتعطينا لمحة بسيطة عن من تكون ثم ننتقل مباشرة لمشهد المحاكمة وهو المشهد النهائى بالمسرحية لتكون الأحداث من بعدها بطريقة الفلاش باك ثم نعود مرة أخرى للمحاكمة …

غلب التجريب على كل شئ بداية من الشخصيات فنرى شخصية الروح وهى إمتداد لشخصية الأميرة بورشيا ولنقائها وكأنها المكافئ لشخصية القرين التى استحدثت لشايلوك والذى ظهر بملابس عصرية كأنها إشارة ليهود هذا العصر .

وأيضا تعزيز دور جيسكا إبنة شايلوك التى اشار دورها بقوة لمقولة أن ليس كل اليهود مثل شايلوك وهنا لابد أن أتوقف لحظة لأن جميع التجارب التى قدمت لنص تاجر البندقية لم تجبنى عن سؤال واحد … لماذا أصبح شايلوك هكذا ولا أقصد لماذا كان يكره انطونيو بل لماذا أصبح شخصية شريرة فى المطلق.

أكثر ما لفت انتباهى هو روعة خطوط الحركة وميزانسية المسرح الذى كان منضبطا إلى حد الإبهار وهذا ليس مستغربا على أستاذ بقيمة وفيق محمود .

الإضاءة كانت جيدة فى أغلب الأوقات ولكن غلب عليها اللون الأحمر الذى يعكس تعطش شايلوك لسفك الدم إلا أن اللون الأخضر الهادئ كان يلازم شخصية الروح دائماً.

وكما قلت سابقا فإن التجريب كان له اليد العليا فى هذا العرض فجاءت الملابس ما بين العصرية والمناسبة للفترة الزمنية .

على مستوى الديكور فإن الملاحظ أن الديكور كان ذو طبقات متعددة ليعكس أن هناك طبقات متعددة من الشخصيات الأمراء والاغنياء وكذلك الخدم وأيضاً ليرمز لمدينة البندقية ( فينسيا ) التى لاتملك طرقا للسيارات وأغلب مساكنها على ممرات مائية وعكس ذلك أيضاً شراعان متقابلان فى الخلفية وليشيروا أيضا لسفن التاجر أنطونيو.

الموسيقى كانت جيدة جدا واشعار أكثر من رائعة للشاعر على أبو المجد صدح بها بصوت بديع الفنان عمر معجزة ولكن ما وجهة نظر شخصية كنت أفضلها بالفصحى غير أن ما قدم بالعامية مقبول فى إطار التجريب .

من ناحية الاداءات التمثيلية وبحكم معرفتى بشخوص الممثلين فأستطيع القول أن الجميع كان يؤدى بنسبة ٥٠ % فقط وإن كان هناك تميزا لكل من ..

عبد الرحمن مرجان بشخصية شايلوك

معتز الحلفاوى بشخصية القرين

رولا خالد بشخصية جيسكا

أحمد وجيه بشخصية بسانيو

رحيم العشرى بشخصية الدوق

وأخيراً سلمى المنسى أفضل من رأيت وسمعت يتحدث العربية منذ فترة ليست بالقليلة ..

ختاما كان عرضا جيدا للغاية للفرقة الأم تحت قيادة مخرج مخضرم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى