مقالات

يوم عرفة وجماله

بقلم أ سميه ابوبكر

 

 

يوم عرفة من أعظم أيام السنة وأجملها، يحمل في طياته روحانية عظيمة، ومكانة سامية في قلب كل مسلم. إنه اليوم التاسع من ذي الحجة، الذي يقف فيه الحجاج على صعيد عرفات ملبين لله، متضرعين، باكين، راجين رحمته وغفرانه. ويعد هذا اليوم ذروة الحج، وعنواناً للتوبة والإنابة، وفرصة لتطهير القلوب من الذنوب.

 

جمال يوم عرفة في شعائره

 

جمال هذا اليوم يتجلى أولاً في مشهد الحجيج وهم واقفون على جبل عرفة، بأكف مرفوعة، وقلوب خاشعة، وقد تجردوا من الدنيا، متساوين في لباسهم ودعائهم، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين أبيض وأسود. إنه مشهد من مشاهد الوحدة الإسلامية، حيث تذوب الفوارق، ويعلو صوت التلبية والرجاء.

 

جمال يوم عرفة لغير الحاج

 

أما المسلمون في سائر بقاع الأرض، فإن لهم نصيباً وافراً من هذا الجمال، إذ يُستحب لهم صيام هذا اليوم العظيم، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده”. فالصوم في هذا اليوم فرصة لتجديد العهد مع الله، وتطهير النفس، والارتقاء بالروح.

 

جمال يوم عرفة في الدعاء والمغفرة

 

يوم عرفة هو يوم الدعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”. ففي هذا اليوم تُفتح أبواب السماء، ويُنزل الله رحماته، ويباهي بأهل عرفات ملائكته، ويُعتق من النار من شاء من عباده. ولهذا كان هذا اليوم موسماً من مواسم الأمل والتوبة والرجوع إلى الله.

 

خاتمة

 

يوم عرفة ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو محطة إيمانية عظيمة، يتجدد فيها الإيمان، وتصفو فيها القلوب، وتُغفر فيها الذنوب. هو يوم من الجمال الروحي والنفحات الإلهية، يستحق من كل مسلم أن يغتنمه، ويعي قدره، ويملأه بالطاعات، والدعاء، وحسن الظن بالله.💫💫

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى