محافظات

محلج القطن بطنطا.. نارٌ تتكرر كل عام وسط تساؤلات عن غياب الحلول

 

 

بقلم/ شيماء نعمان

تتجدد سنويًا مشاهد الحريق في محلج القطن بمدينة طنطا، حتى بات الحادث مألوفًا لدى الأهالي، ومثار قلق وتساؤلات مستمرة حول أسباب تكراره، والجهات المسؤولة عن اتخاذ إجراءات الوقاية والسلامة. فمع كل صيف، يندلع الحريق في المحلج الذي يُعد أحد أبرز رموز الصناعة القديمة في المدينة، وسط صمت رسمي وأهلي متزايد الاستغراب.

 

الحريق الأخير لم يكن استثناءً، إذ تصاعدت ألسنة اللهب والدخان من المحلج، مستدعية سيارات الإطفاء والإسعاف، وسط محاولات السيطرة على النيران ومنع امتدادها للمناطق المجاورة. ولحسن الحظ، لم تسفر الحادثة عن خسائر بشرية، لكنها أعادت إلى الأذهان سلسلة من الحرائق المشابهة في ذات الموقع، وقائمة من الأسئلة التي لم تجد إجابة حتى اليوم.

 

يثير تكرار الحادث تساؤلات حول مدى التزام المحلج بإجراءات الحماية المدنية، من أنظمة إنذار مبكر، وخزانات مياه للطوارئ، وتدريبات دورية للعمال على الإخلاء ومكافحة الحريق. كما يتساءل المواطنون: هل تخضع هذه المنشأة الحيوية لرقابة دورية؟ وهل هناك تقصير من الجهات المعنية في متابعة معايير الأمان داخلها؟

 

يقع المحلج في منطقة قريبة من الكتلة السكنية، ما يجعل من تكرار الحوادث تهديدًا مباشرًا لحياة وممتلكات السكان. ومع وجود مواد قابلة للاشتعال من القطن والمخلفات الصناعية، يصبح الأمر أكثر خطورة، ما يستدعي وقفة جادة من المسؤولين لوضع حد لهذا الخطر المزمن.

 

يطالب أهالي طنطا بفتح تحقيق عاجل وشفاف في أسباب الحريق المتكرر، ومحاسبة المقصرين، إن وُجد، ووضع خطة عاجلة لتطوير نظم السلامة بالمحلج، أو إعادة تأهيله بالكامل. فالصمت لم يعد مقبولًا، والاعتياد على الخطر لا يُلغي وجوده.

 

وفي الوقت الذي تُعلن فيه الدولة عن خطط لتطوير قطاع الغزل والنسيج، يبدو غريبًا أن يبقى أحد رموز هذه الصناعة عرضة للاشتعال كل عام، دون إجراءات حاسمة تحمي الأرواح وتحفظ الممتلكات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى