أخبارمحافظات

محافظ الشرقية في لقاء حصري لـ “ترند 24”: مسار العائلة المقدسة بوابة التنمية السياحية المستدامة

الشرقية: مهد الحضارات ونقطة انطلاق لمستقبل سياحي واعد

بقلم: فريق تحرير “ترند 24”

الزقازيق، 1 يونيو 2025

في يوم يمثل علامة فارقة في تاريخ محافظة الشرقية، وتتويجًا لجهودٍ مضنية استمرت لسنوات، افتتحت المحافظة اليوم، الأول من يونيو 2025، واحدة من أهم نقاط مسار العائلة المقدسة، مؤكدةً على دورها المحوري كبوابة استقبال أولى لهذا المسار المبارك في أرض مصر. وفي لقاء خاص وحصري لـ “ترند 24″، كشف المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، عن رؤيته الطموحة لمستقبل هذا المسار وكيف يمكن أن يتحول إلى قاطرة للتنمية الشاملة والمستدامة في المحافظة.


تل بسطا: من محطة تاريخية إلى أيقونة سياحية عالمية

لطالما كانت منطقة “تل بسطا” الأثرية بمدينة الزقازيق شاهدة على عراقة التاريخ المصري. واليوم، وبعد أن وطأتها أقدام العائلة المقدسة منذ ألفي عام، تعود “تل بسطا” لتتصدر المشهد السياحي والديني في مصر، ليس فقط كذكرى، بل كواقع ملموس. أكد محافظ الشرقية، خلال لقائه الحصري بـ “ترند 24″، أن الموقع قد أصبح رسميًا “نقطة أساسية ورئيسية على الخريطة السياحية”. هذا التحول لم يكن ليتم لولا الدعم الحكومي غير المسبوق، وتضافر جهود كافة الجهات المعنية، من وزارة السياحة والآثار إلى الهيئات المحلية والكنيسة القبطية، التي تعمل بتناغم لإبراز هذا الكنز الديني والتاريخي للعالم أجمع.

إن الأهمية التي توليها المحافظة لهذا الموقع تتجاوز كونه معلمًا أثريًا أو دينيًا. فكما أوضح المحافظ، يتم التعامل معه كنقطة انطلاق للتنمية المتكاملة، عبر تطوير البنية التحتية المحيطة، وتأهيل الخدمات اللوجستية، ودمج المجتمع المحلي في المنظومة السياحية الجديدة. هذا يعني توفير فرص عمل، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتنشيط الحرف اليدوية التي تعكس أصالة التراث المصري.


رؤية المحافظ: استدامة السياحة وتعزيز التعايش

لم تكن رؤية المحافظ الأشموني مقتصرة على الافتتاح الفخم، بل امتدت لتشمل خططًا مستقبلية واضحة المعالم. ففي حديثه لـ “ترند 24″، شدد على دعم وزارة السياحة والآثار المستمر لهذه المبادرة، مؤكدًا وجود خطط طموحة لإضافة المزيد من النقاط السياحية داخل محافظة الشرقية. الهدف من ذلك هو “ضمان استمرارية تواجد السائحين على مدار العام”، مما يحول الزيارة العابرة إلى إقامة أطول تعود بالنفع الاقتصادي على المحافظة وأهلها.

وأضاف المحافظ أن المشروع لا يتعلق فقط بالجانب السياحي والاقتصادي، بل يحمل في طياته رسالة أعمق. فمسار العائلة المقدسة يجسد قيم “الأمان” و”التسامح” و”التعايش” التي لطالما كانت سمة مميزة للمجتمع المصري. هذه القيم، التي رسختها الأديان السماوية، هي ما تجعل مصر ملاذًا آمنًا وملتقى للحضارات. إن إحياء هذا المسار هو تأكيد على هذه القيم، ودعوة للعالم أجمع ليلمس روح مصر الحقيقية.


جهود متواصلة ومشاركة مجتمعية

الفعالية لم تكن مجرد احتفال، بل كانت منصة لعرض الجهود المتواصلة المبذولة. من خلال المنتدى، تم تسليط الضوء على التعاون بين الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة ومطرانية الزقازيق ومنيا القمح، مما يبرز التناغم بين المؤسسات الدينية والمدنية لتحقيق هدف مشترك. كما أن حضور كبار الشخصيات من محافظين ونواب وزراء ودبلوماسيين، يعكس الاهتمام الوطني والدولي بالمشروع، ويؤكد على أن مسار العائلة المقدسة هو فعلاً “مشروع قومي” يحظى بدعم القيادة السياسية العليا.

المعرض المصاحب للفعالية، الذي ضم منتجات يدوية أصيلة من “أيادي مصر”، وعروض فنية وثقافية، كلها عناصر تضافرت لتجعل من هذا اليوم حدثًا متكاملًا، يجمع بين الجانب الروحاني والتاريخي والثقافي والاقتصادي. إن دمج المجتمع المحلي في هذه الجهود، من خلال توفير فرص لتسويق منتجاتهم، هو ما يضمن استدامة المشروع ونجاحه على المدى الطويل.

في الختام، تؤكد الشرقية بخطواتها الثابتة نحو تطوير مسار العائلة المقدسة، أنها لا تستعيد فقط جزءًا من تاريخها العريق، بل ترسم ملامح مستقبل سياحي واعد، يعكس وجه مصر الحضاري والإنساني للعالم أجمع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى